الثلاثاء، 12 يناير 2010

حزن كاوراق الخريف



. عندما تتقابل الارواح فتتجسد في كيان واحد ..فتتوافق وتتفق.. كذلك كنت أنا ويمنى ولا نزال
لن تستطيع قط فهم الرابطة التي تجمع بيننا ..هي ليست صديقتي ولا أي شيء اخر ملموس.ه
فقط ارواحنا يمكنها تفسيره...ولكني اكتفي دوما بهذا التفسير المنطقي.. " لربما التقينا في حياة أخرى حين كانت تعمل كلانا كجنية من جنيات الاماني. ه
هي لا يمكن وصفها وتتوقف عندها الحكايا فلن اسمح لتلابيب الذاكرة ان تأخذني بـالاسترسال في سرد نوادرنا معا.ه
.فهي واحدة من تلك الاناس اللائي تعجز الكلمات على رسم صورة مرضية عنهم
مذ الاطلالة الأولى من خلال نافذتيها الزرقاوان ادركت انهـا تخفي اكثر من ذلك الكيان الصلب الذي تحكم عليه مرآة العالم الحاقدة
.لطالما كانت بالنسبة لي تلك الوريقة الهشة المتمسكة بـفرع جاف امام طغيان الخريف
معا عايشنا الكثير من لحظات الفرح ..الجنون ..الحنين ..الحلم ..وحتى الهستيريا النسائية والألم
ولكن ...
.....لكننا أبدا لم نشعر مع بطعم الفقد
الاسبوع الماضي فقدت صديقتي جدتها "جوجة" والتي كانت قريبة من قلبينا ...-نعم فأنا أحب كل من تحب واكره كل مالا تكره فطبيعة صديقتي الملائكية تمنعها من مشاعر الكره ولكني لم أكن ابه ..إذا فكر احدا بـايذائها فسوف اكرهه حتى النخاع ويكون محظوظا إن -اكتفيت بذلك..
علمت الخبر و لم يكن عندي مساحة للحزن سيطرت علي مشاعر لهفة غريبة صرت أجري في الشوارع كامرأة قد فقدت صوابها بعد ان افلتت يدى ابنتها.ه
وإن كنت لم ارها في مثل ذلك الموقف من قبل ولكنني كنت أرى شريط العرض بتفاصيله امامي...ه
أرى طفلتي الرقيقة وقد انشغل الجميع عن المها ..نعم سينخدعون بتلك الصلابة المصطنعة وراء أحكامها الحازمة
.. ارغب في رؤياها واحتضانها اكثر من أي شيء أردته قبلا
هاتفتهـ وعند سماعي لنبرة صوتها المتهدجة علمت بصدق تنبؤاتي شعرت باختناق الطفلة وعدم تفهمها للموقف ..تجري متسائلة عما حدث ولكن لا أحد يبالي ..فمن يابه لتساؤلات طفلة على أي حال؟؟!!ه
نذهب لنصلي صلاة الجنازة ,فاجدها واقفة هاهناك كمن افلتت يدا اباها لتوها وتشعر بالمسئولية تجاه ضياعه
احتضنتها بلا كلمة وشعرت ان كل كلمات العزاء هربت مني ..هربت دون سابق النظر
نظرت لتلك العينان خلف النظارة السوداء
فعلمت انها تحتاجني ..
تحتاجني؟؟؟؟؟؟؟
لطالما كانت تقول لي تلك الكلمة وكنت أنعتها بالمبالغة فأنا من احتاجها على الدوام ..هي مصدر الهامي وقدرة الطفلة بـداخلي على مواجهة ذلك الواقع بكل تفاصيله الهمجية ... ولكنها تحتاجني حقا....ه
....تشد على يدي وتبتسم ويشعر الجميع إن قلقهم عليها ليس بمحله فهي بخير مايرام
ترقبني للحظة فـانظر وجهتها..ه
أنتي كويسة؟؟!!..ه *
ما انتي عرفاني...ه#
اصمت وتصمت ولا ادع يدي من يدها ندخل لنصلي وأسمع نبضات قلبها .. همسات انفاسها المتهدجة اشعر بتلك الدمعة الساخنة وإن كنت لا اراها
فقط اشعر باعتصار قلبهـا
باختناق انفاسها
حتى بسئمها من تلك التمثيلية ورغبتها في الذهاب إلى بيت "جوجه" بالمنيرة وفتح النوافذ وتحضير افطار يوم الجمعة -الملوكي
اشعر حتى برغبتي في توديع جوجه وطمأنتها انها ستكون بخير وان تدعو لنا الله ان نلحق بها قريبا بالجنة التي ستحيا بها مودعة الألام
وتلك الدنيا الموحشة ستحيا بشعرها الاسود الحالك وعينان تشبه عينا صديقتي
انظر لها واحتضنها بقوة ولا اعلم اهذا للتخفيف عنها ام عني؟؟!!
لا أعلم أهِي من تريد شكري ام أن واجب علي أنا شكرها ...
حينئذ فقط ادركت ان الامر سيان
فقد تلاقت ارواحنا قبلا مابالنا نحن وتلك الحسابات المادية المعقدة؟؟!!ه
اذكر ذلك اليوم حين سألتك كيف يمكن شكر احدا قد جعل من حياتك مكانا افضل ..شخصا قد اضاف اليها نبضا
فكانت اجابتك"شكرا بصوت صادق كصوتك تفي بالغرض "ه
.. صدقا و من اعماق وجداني اقولها الآن.
شكرا...

0 التعليقات: