الاثنين، 27 فبراير 2012

خيوط (1) (ماذا بعد الإستسلام؟؟!! )

عندما يخبرونك ان احدهم على مشارف الموت
احتمالاته بالعيش صارت اضعف
علاماته الحيويه في انخفاض مستمر
 وان هجمات المرض ستظل تتصارع عليه مرة تلو الاخري حتي تقضي عليه
عندما يخبرونك ان فرصته منعدمه  وان من الافضل ان يقضي ماتبقي له من وقت ان تبقي بجانب من يحب

بدلا من ان يقضيه كفأر تجارب على اسرة المرض

 ..عندها تنطبق عليك  علامات الفقد السبع  


الذهول ..

 محاولة فاشله في الإستيعاب


ثم الغضب



الغضب من أي شيء ولكل شيء

 تغضب منك ومنه ومن ذلك الوضع الاثم الذي انت به 

أحيانا تتوقف عن الصلاة والدعاء من اجله واحيانا تتوقف من اجلك انت ايضا 

تبدأ بكره ذاتك لأن عليك تحمل ذلك وتكره ذلك السؤال الكريه  الذي يخترق خلاياك العقليه رغما عنك  ليفتت ماتبقي لك من ايمان
لماذا ؟؟

..لماذا أي شيء ولماذا كل شيء ولماذا هو و

وتتراجع  إذ كنت شخصا مؤمنا بحق  أو إذا تصادف ومر بك شخصا مؤمنا ليذكرك أو يثنيك 

فهذه كما تعلم  واحده من تلك اللحظة الذي يختبر بها أيمان المرء بحق 


!بعدها تبدأ الحزن والبكاء.. لا ليس بكاء بل نحيب 

 تحاول ان تمنع نفسك من تصديق ان عليك الخسارة

 مهما كانت مهاراتك ومؤهلاتك وسيرتك الذاتيه ...فانت الآن تواجه قدرك ذاته 

تحاول وتحاول وتحاول فتدخل في مرحله متقدمه من الانكار

تحاول ان  تنكر كل شيء تبعد عن ذلك الشخص تنسآه وتنسي مافيه وتنسي مدي  اعتماده عليك أو شده احتياجك اليه  

و تنسي حتي ماسيجلبه لك ماتفعل الآن من ندم على عدم اغتنام تلك اللحظات الاخيرة  بقربه


!!ولكنك لا تكترث

لا تهتم على الاطلاق

يمكن ان تصل مرحلة الانكار تلك بان تعكس الحاله كليا ان تقنع كل من هناك بما فيهم انت بانه سيعيش ليظل معك سيبقي ليكبر ويغتنم   الفرص ويشقي بتلك الحياة البغيضه التي نحياها جميعا سيأخذ نصيبه  من العناء اليومي الذي نسئمه ونتلذذ به في آن  واحد 

عندئذ وبعد ان يرتطم راسك مرة أو اثنتين بجدار الواقع وانت تحاول ان تخترقه ويعلم الله أذلك لانك افقت ام تلك نتيجه الخبطات  المتكررة 

ولكنك بالنهايه تيقن انه الواقع

 ذلك الجدار السميك الخشن القميء الذي يسلبنا كل يوم الأمل  كي نصدق بالاساطير والأحلام ووردة البنفسج البيضاء 

عندها تقرر الاستسلام

و لكن ماذا بعد الإستسلام ..
ما الذي بيدك ان تقرره بعد ان فقدت الرغبه في القرار.. الاختيار واصبحت تقدس الفرار 

اعندما تسأم حتي انتظار الافضل 
تظلم الأماني حتي تصبح لا تري الغد 
يصبح الغد بالنسبه لك بطل ..لا لانه يحمل الافضل ولكن لكونه يهديك يوما اقرب من النهايه 
انت لست متشائم لست متفائلا ايضا لا تشعر بالضعف  تماما 
والاهم انت لا تحتاج المساعده لا تحتاج احد..لا أحد على الاطلاق 
..لا تنتظر شيء 
لا تحلل الامور ولا تفلسفها كعادتك
تبتعد بل تقصي نفسك بعيدا عن كل مايقترب من فقدك 
تبتعد عن كل تلك العيون المقربه المحببـه خاصة عيون تلك العجوز التي تخترقك لتتلمس جرحك عن قرب  
انت لا تشعر به ولاتجد في نفسك قدرةعلى تحمل الم اضافي ولو كان ذلك الم التطهير 
 وبكل مرة ستختار الهرب عن المواجهة الانغماس بدلا من العلاج 
ستفضل دائما السباحة على السطح فانت ماعدت تثق بقدرتك في الغوص أو سباحة المسافات ولم تعد تر جدوي من حبس الانفاس تحت الماء 
بل تعتبره حمقا 
لا تفتقد مافقدت فعلا ولا تفكر به ولا تستغرب ذلك التغيير الذي غلفك حتي أنك لا تعتبره تغييرا..ولا تعتبره كما يحذرونك ذلك الهدوء الذي يسبق أي عاصفه  
لا تتوقف في الاغلب لتسأل نفسك من ذلك الشخص المسلوب الروح الذي تعيش معه 
هو لا يضايقك ولا يعنيك 
لا يضحكك حتي  أنك اصبحت لا تعنيك 
لا يحزنك أنك لم تعد حانقا  خائفا ولا متسائلا ولا ..ولا راضيا 
 انت لم تعد شيء ..لم تعد على الاطلاق
؟؟!!ولكن ان لم تعد فاين انت إذا  
انت فراغ  بلازمي لا يحدث حتي  تجوال الهواء به صفيرا 
ولكن ماذا بعد ؟
ماذا بعد الإستسلام ...