السبت، 3 سبتمبر 2011

عن الصبر


عن الصبر والتصبر والإنتظار والإستسلام نتكلم 
دعني ابدا حديثي بتعريف الفرق بين الصبر والتصبر 
الصبر هو الصفة  أما التصبر هو ممارسه - أو إذا اردنا الدقة اللغوية -هو الحال  في حين ان التصبر هو الفعل 
أي هو ممارسه فعل الصبر حتي يصير صفة متأصله أو حال دائم 
-نفس فكرة البكاء والتباكي -
 وذلك قد اخذناه من تفسير قولُه صلى الله عليه وسلم ,(ومن يتصبر يصبره الله وما أعطى أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر ) رواه البخاري 11/ 303 ومسلم 2نرجع الي الفروق بين الحالات السابقة من صبر واستسلام ....الي اخره حسنا بدأ الامر عندما كنت اتناقش أنا واحدى صديقاتي التي قد اصابها لله بابتلاء وهي عاجزه تماما على فعل أي شيء.. ليس بيدها شيء عندهـا سألتها اتصبرين ؟؟جاوبتني ..وهل لي غير ذلك؟! للحظه شعرت ان نعم وماذا لديها غير ان تصبر حقا ... ولكن في الحقيقه و بعد التفكير هناك حالات كثيرة يقع بها الإنسان ولا تعتبر صبرا وإن كانت ظاهريا  تقترب منه ولكن شتان بين الحالين
فهناك فرق واضح بين الصبر والإنتظار وااستسلام وإللامبالاة  
فمثلا الانتظار يتسق بوقت محدد >>ان تنتظر ظهور نتيجه شيء ما  مثلا  فهي معلومه الميعاد وإذا تأخرت أو  لم تظهر بذلك الميعاد فمن حقك ان يصيبك الحنق والشكوي وان تطالب بها والإنقلاب إذا لزم الامر...  أما الفرق بين الصبر والإستسلام >فالصبر هو ترك الامر لله تعالى مع الترقب لحدوث شيء اما الاستسلام هو ترك الامر كليا وعدم الرجوع له ..ويكون نابع أما عن يأس أو حنق أما اللامبالاة >>تعرف الفرق بينهم بمجرد ان تري انسانا صابرا وآخر لا مباليا فاما الاول فتراه صافى الذهن موصولا بالله، مما يثمر السكينة والاطمئنان والهدوء النفسى أما الاخر هو مستسلم لنفسه  وعديم السعى وعديم الاهتمام بأن يوجه ما أنعم بها الله عليه فى طريق الخير والعمل الصالح ، وعدم اليقين والثقة فى الله مما يولد الكسل والخمول والتأخر ويصبح قلبه مظلما معترضا دائماانسان تفكيره موجه بشكل سلبي يوقعه فى الشكوى واللوم والنقد الدائم والقلق والخوف والحزن والندم  وقول "ماذا لو كان ذلك, أو لم يكن" مما يغلق أبواب الخير أمامهفيبعد تمام البعد عن مفهوم الصبر وإن كان  ظاهريا يشبهه  

كذلك فان الصبر ليس انحناءة الظهر ولا العجز ولا الصمت ولا الاستسلام للطاقات  السلبيه التي تحاول الظفر بارواحنا   
الصبر حال يقترن باشياء كثيرة اولهما
الرضا >أي التسليم بان لله مااخذ وله مااعطي وانه وحده بيده الامر 
الثقة >>ان امرك كله بيد الله وانه لن يضيعك 
تلك الثقة بالله انه حتي وإن لم يجب طلبك كما طلبت فهو يدبر لك خيرا 
فلا تنقلب عليه بمجرد أنه لم يعطك ماطلبت كما طلبت تماما
 {‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ  ‏[‏الحج‏:‏11 ـ 13‏
سبحان الله اشعر ان الله يرد على تلك الايه بتلك 
 *أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) العنكبوت 1ــ2
اليقين >> مهما حدث بالنهاية سيكون خيرا  لانه سيكون بإذن الله 
عدم الشكوي لغير الله >>شكواك لغير الله- وأنا اقصد الشكوي وليس شرح احوالك أو مانسميه الفضفضه ولكن الشكوي بمعناها الذي -نعرفه-
ماهي إلى نفاد للصبر وقله عقل لانك بذلك لم ينبك من الابتلاء سوي وجعه
فإذا ابتلاك الله بمرض معاذ الله فاخذت تتالم وتتاوه وتندب حالك فاين الصبر هاهنا 
فالصبر هو ان تفوض امرك لله ثم إن ماذا سيفعل الناس بشكايتك وبكائك
هل ستسترعي اهتمامهم وشفقتهم؟؟ ..وهل تريد حقا ذلك؟! 
الدعاء>>إذا نفد دعائك فمعناها انه قد نفد صبرك الدعاء مع الثقة بالإجابه
كما أنه يمكنك ان تكن ذكيا بدعائك 
ادع ان يذهب الله عنك بلاك وان يرضيك بأمره ولا تضع لله خطه 
فعقلك مهما رجح يظل عقلا بشريا لا يحتمل تدبيرات وترتيبات العظيم المذهله بحق !!
واخيرا الصبر الجميل >> الصبر الجميل الذي اوصانا الله به في كتابه الكريم هو مانعرفه ايضا بالصبر الايجابي 
فصديقتي التي احدثكم  عنها تعتقد انها تصبر بينما هي تجعل من سريرها مأوى وحامي تدخله كيرقه تحتمي بشرنقتها الصغيرة
من كل العوامل الخارجيه 
أما الصبر الجميل هو اللا تكتفي ان تكون يرقه منزليه مستكينه  بل تجعل من اوجاعك أطوار تحولك لفراشه زاهية الالوان تسر عين من يراها 
أسمع احدا يسأل ..
الم تقولي قبلا ان فاقد الشيء لا يعطيه؟!! 
صدقت.. ولكن ايضا فاقد الشيء يستطيع اكتسابه 
ان نجعل من الرضا والثقة اليقين ,الدعاء و الحمد  لارادة الله  والتسليم لقدره
 ترياق سحري  نتجرعه لنتحول لتلك الفراشات  

 ..أن نرتضي ما كتبه الله علينا و أن نحمده على البلاء كما حمدناه من قبل على النعمة ... 

أن لا نستسلم لوضع ما ونقول ماتلك إلى اراده الله وما أنا بـفاعل لأن الله بمتنهي البساطه وضعك بذلك لسبب ما  وليس عليك انتظار ظهوره  ولكن عليك الجد والبحث عنه وان لم يكن  بالضروره ادراكه ولكن من الضروري ان تعلم انه خير  تبذل جهدك كي تحسن من وضعك دون وضع خط زمني لله "والعياذ بالله انت ماعليك سوى العمل والسعي وأما التوفيق فمن عند الله يعطي مايشاء حين يشاء  لمن يشاء سبحانه فكل شيء عنده بمقدار ولم يكن بيوم بـظلام للعبيد  لذلك فان الصابرون بحق  يوفون اجورهم بغيرحساب ويقسم الله بهم في كتابه الكريم و يبشرهم بجزاء صبرهم بالدنيا والاخرة ويوصيهم بانه معهم بكل حين هنا فقط وجدت نفسي اجاوبها لا.. امامك الكثير من الاختيارات.. وطريق واحد مضمون 
اختاري ماتشائين انت أما أنا فقد توقف اختياري عند ادراكي لتلك الايه 

{وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}


0 التعليقات: