السبت، 21 ديسمبر 2013

الفراشات لا تحلق بعيدا عن دائرة النور

الجدير بالذكر انه غير كل صفاء عالمها
في البدايه شدها صمته ونظرة الحزن بعينيه كما تجذب ذرات اشعة النور الفراشات الساذجة الصغيرة
خاصة لمعة الحزن تلك بمحيط عينيه
قررت ان تدخل ذلك العالم هي تملك صفاء عالمها هي تملك سلام نفسي تستطيع مشاركته معه هي تملك حنانا وطاقة عطاء تستطيع مشاركتها مع صاحب العيون الحزينه
 نعم هي تستطيع ادخال السعاده بذلك المحيط العسلي المظلم
وكانت تلك البداية ودائما ماتكون البدايات كتلك...
لم تكن اسهل قراراتها ولكنها استمتعت بكل لحظه لا اقدر علي قول ان كل لحظاتها كانت بذات  الاصرار والثبات أحيانا كل ماكانت تفكر به الهرب ..والبحث عن شيء اسهل ..شيء اقل تضحية واقل شكوك واكثر امانا واكثر تجميلا
ولكن الفراشة الحائرة كانت قد علقت بتلك الشرنقة التي قد نسجتها بحنكة حول جسدها الضئيل فعليا
وقتها فقط نظرت اليه والي تلك العينان و ابتسمت وحدثت نفسها "تلك هي العينان اللائي اود  رؤيتهما كل صباح حتي آخر يوم بعمري
وقتها فقط علمت انها لم تعد مجرد فراشة صغيرة لقد شبت واصبحت امرأة واعية ناضجة تأخذ قراراتها وتتحمل مسئوليتها
طبعا لا يخلو الامر من بعض اللحظات التي تتحول فيها اللي تلك الفراشة البلهاء التي لا تفكر بشيء سوي مدى روعة وجمال دائرة النور .
لم تدرك انها أثناء رحلة التحول قد تحولت الي شخص لا تعرفه وكي تعطيه بعض من ذلك السلام النفسي اضطرت ان تستخلصه جميعه من جسدها وكي تعطيه بعض الامان كان يجب عليها ان تغمر انفاسها كليا في بئر الخوف ولتكون له دفيء كان يجب عليها ان تشعر ببرودة تلك الليالي الشتوي الحزينه وحيدة بأفكار مشتته وانف احمر  وكي تكون له بيت كان يجب ان تشعر بقليل من الشتات  
كي تتغلغل في ظلمة عالمه كان يجب عليها ان تتخلي عن بعض من ذلك الوهج الذي غلف عالمها كي يلتقوا بدائرة الواقع علي تلك الأرض الصلبه
فقدت كل ذلك و وجدته ...ثم نسيت مافقدت فصار كل قناعتها واحلامها وشرودها ولحظات جنونها كل استثناءاتها وكل بكائها وكل سعادتها وكل ما هو حقيقي بتلك الحياة
صار لها بيتا و مركبة صغيرة عليها اسمها وآية كرسي تحميها من كل شرور ذلك العالم الموحش
صار لها حضن دافيء وابتسامة هادئة وتمشيات طويله بالشوارع الهادئة
صار لها قدح من الشيكولاته التي تحبها بالبندق
صار لها عالما
هل يرحل يوما ؟؟
وماذا يترك ؟
ماذا يترك لنا العالم حين يرحل ؟؟
الا يضعنا بعالم بديل على الاقل
علي الاقل لا يشوش افكارها لذلك الحد ؟؟
على الاقل يتمسك بها قليلا ..يغضب لتركه اياها يثور لاجل تلك الفراشة التي لم ترتكب ذنبا
ايعد اتخاذه عالما لها ووطنا ذنب
 .الا يغضب وطن  لزواله
الا يثور لقضيته ..
الا يهرب وتلك الفراشة الي أرض اخري بعيدا عن صخب التلاشي والزوال والنهايات
هل يصبح عالما لفراشات آخر ؟؟
هل هناك فراشات  آخر بتلك الحياة بالاصل ؟؟
هل مل حماقة الفراشات ؟
هل يتحطم ذلك كله بلحظه ؟
هل كان  عالمها مجرد وهم ..هل كانت مجرد فراشة سخيفة حمقاء ظنت ان النار نورا فذهبت لها ثم احترقت اجنحتها فظلت عالقهبتلك الدوائر الفكرية المفرغة  !!
هل يزول ذلك الالم؟
هل تسترجع عالمها ؟
فقط لو انه يتكلم ؟؟
تكمن المأساة في انه صمت ..
فقط لو كان تكلم ..
فقط لو كان تمسك بها اكثر ولو قليلا 
فقط لو لم يتركها بتلك الساحة البارده ,ضعيفه وحيده شاردة الذهن ..
فقط لو يكون هو كما تمنت ان يكون ..كما تتوقع ان يكون ..كما تعلم ان يكون فقط لو كان معها الآن ..
فقط لو عادت تلك الفراشة بذات البراءة والانطلاق
فقط لو لا زالت تملك تلك القدرة علي العطاء
فقط لو يدرك مقدار وجعها , ومقدار مابذلت لأجله ومقدار محبتها الخالصة ومقدار ذوبانها بتفاصيل ذلك العالم
فقط لو يدرك كما تدرك هي مدي وجعه لاحقا علي فقده لتلك الفراشة الوحيد التي كان باستطعتها ملا فراغ عالمه
فقط لو يستطيع استشعار تلك اللليالي الثقيله التي ستمر عليهما معا .. 
فقط لو يتذكر الوعد الوحيد الذي قطعه والطلب الوحيد الذي طلبته  "عدم الخذلان "
فقط إن كان ذاك لكان رفض شتات الفراشة و لكانت هي بخير  :)