الأربعاء، 3 فبراير 2010

صورة وبرواز بطعم السنين..


بذكرك كل ماتيجي ليلة غيم وجك بيذكر بالخريف


تعلو الالحان الفيروزية..في محاولة فاشلة لمداعبة قطرات الدموع المترقرقة

هي.. تبتسم لانعكاس صورة المرأة بتلك الآنية ذات الزخارف الاسلامية القديمة.
-يا الله ...شايف يا أحمد؟؟!! شايف اللي أنا شايفاه,اد ايه جميل ..تحفة.

=بتتكلمي عن ايه يا حبيبتي؟؟

-الله يعني هيكون علي ايه يا أحمد؟؟!! الصينية دي يا أخي..

-شفت النقوش اللي عليها تهبل ازاي ...

=طب يلا يا حبيبي عشان كده هنتاخر..

-شوف انا بتكلم في ايه وهو في إيه؟؟!! ..يا احمد طب بص عالحفر ..إزاي متقن كده شايف ال....

=والله أنا خايف عليكي من الحفر لما اروحك متأخرة علي معادك واخدلي وتاخديلك كلمتين تمام من عمي الحبيب
*******************


*شوفي كده يا مدموازيل ..الطقم ده لسة واصلني النهاردة ده تر....

-معلش ..لازم استنى أحمد لما ييجي..

=احمد جه خلاص بلاش تلاكيك.

-معقول يا أحمد سايبني كده لوحدي.. كنت فين ده كله ؟؟

=اسف يا حبيبتي ما انتي عارفة العيال والكورة وبعدين دول كانوا 5 دقايق

لأ ..اتقلي شوية أحسن اتغر في نفسي وأقول مش قادرة على بعادي 5 دقايق.

-وكمان بتهرج حضرتك ..طيب اوعى تسيبني لوحدي كده تاني من فضلك ,

-وبعدين اما تسيبني عند الجواهرجي واحنا بنختار الدبل هتعمل إيه بعد كده ؟؟!!

=إيه ده هو احنا ماقلنهاش في الأول دي؟؟؟ أكيد هتجوز عليكي طبعا
يا حياتي.

-رخم بشكل.

=مجنونة وشكاكة بشكل.


***************************
-كانت الحاجات مش بطالة .

=خلاص مادام عجبتك يبقى المرة الجاية نجيب الحاجة والست والدتك ونتوكل علي الله.

-آه ما أنا كنت لسة.... إيه ده,

إيه اللي عالكرسي ده إنت عندك عيد ميلاد النهاردة؟؟؟

=بص أوام الحواجب اترفعت وربعتلك اديها وسوسة الشك بدأت تنخر ,

=لأ يا ستي مش رايح في حته..

-أُمّال إيه اللفة دي بقى؟؟!!

=افتحي وانتي تشوفي

-مش عارفة ليه كده قلبي مش مطمن من ناح..هيييهه معقولة يا أحمد ..

-الصينية اللي كنت هتجنن عليها..

انت أحسن راجل أنا شفته في حياتي لأ أنت أحسن راجل في الدنيا كلها.......
***********************


=ايه هو انتي خلاص عقلك مبقاش فيكي, سايبة المية مفتوحة لحد ماهتغرق الدنيا وقاعدة سرحانة في جمالهـا

-هه ..قالتها بعد ان اعلقت تيار المياه المتدافع ..اسفة باين سرحت

=باين سرحت؟؟؟!!!!! لأ والله ؟؟

=ربنا يستر علينا..

=المهم فين الزراير الدهب بتاعتي عندي اجتماع مهم ومش لاقيهم.
-الله يا أخي ما اكيد عندك عالكومود .

=عندي فين يعني أنا أعمى؟؟ ..

اتفضلي شوفي بنفسك, وبعدين أنا نفسي أفهم أنا ليه لما أحط الحاجة في مكان مبعرفش الاقيها تاني ؟؟

..دي مش عيشة أبدا دي بقى مرستان أنا .......
صراخ ..صراخ ..صراخ

ذلك هو ما تتقنه عزيزي تملأ البيت صراخا على اتفه الأسباب

لماذا لا تكون الحياة اكثر هدوء فيما بيننا ؟!لماذا لا يكون الجو اقل عكرا؟!

متى اصبحت بتلك العصبية ؟!من ايقظ ذلك الوحش بداخلك ؟!

اين ذلك الشخص الذي أحببته ..أين حبيبي الذي الفته؟!

-هو أنت امتى ملامحك اتغيرت قوي كده؟؟...

=نعم يا هانم ..إنتي بتهزري ..اقولك اجتماع مهم وإني متأخر وانتي كل اللي قادرة تعمليه بدل ماتدوريلي علي حاجتي تقوليلي اد ايه شكلي اتغير!!.

-أهيه الزراير لقيتها بطل زعيق بقى..

طرااااااااااااااااخ....



بس هلا مابذكر شكل وجك بس بذكر اديش كان أليف....


ينكسر الاطار و تبقى تلك الصورة السجينة تحاول بهدوء التقاطها والتحقق من ملامح الأشخاص ..

البحر ..السماء..قطرات المياه المتناثرة والشاهدة على ميلاد قصتهما.....


-يا أحمد كفاية بقى

=أبدا لازم تستسلمي وتعترفي مين هنا الراجل .. اعترفي إني سيدك وتاج راسك

-خلاص بقى إنت سيدي وتاج راسي.. ارتحت

=وأنت حياتي.........

-بس ..لازم تعرف إني كنت تحت ضغط وإن ..

=هاااااا ارش مية تاني لحد ماتعترفي

-لا لالا .. ان اسفة خلاص,

عارف يا أحمد اد ايه انا بحس بـأمان وراحه وأنا معاك..بحس إنك مش راجل عادي كده

=طبعا ..سوبرمان يا بنتي

-طيب حاول تمشي حالا من قدامي يا أحمد..

=خلاص خلاص والله مش هقاطعك تاني ..آخر مرة

-ساعات بحس إنك بابا ياللي هو هتخاف عليَّ من نفسك وساعات بحس إنك صاحبي اللي ممكن اشتكيله من حبيبي ومن غير مااخاف

=نعم ياختي ....حبيبك إزاي ..يعني ايه كده ؟؟! حبيبك مين بقى إن شاء الله؟؟

-مممممممم.. حبيبي ده واحد غيور قوي كده ساعات بحس انه ابني خصوصا أما بيتكسف ويداري كسوفه بضحكة..ايوة تمام زي دلوقتي ,

..و ساعات بقى ملاكي الحارس ..

مممم وقوم هاتلي حاجة اكلها عشان وقعت من الجوع ولا ناوي تجوعني في شهر العسل!!

=لأ بقى كده بقيت الدادة ..

ده من ضمن احساسك بي بردو يا حبيبتي؟؟

بقى دي اخرتها يعني بعد كل الرومانسية والكلام ده تقلب بالدادة أحمد ؟؟

..ماشي بس متتعوديش على كده هااـ

-طب أجري بقى يلا ومتنساش الشاي مع الكيك يا ولد..

=طيييييب تعالي هنا بقى

-لاااااااا بقييييييييي..............

******************************

=ايه ده ايه اللي انكسر؟؟! مش بقولك دماغك مش فيكي ..اتفضلي قومي من الازاز ده

- أنا هلمه أهو..اااااااااااايييي

=حاسبيييييي ..ايه ده ,

أنتي..أنتي بتنزفي

-أنزل اجتماعك يا احمد..

=والنبي بلاش هبل ..وريني اديك

-بقولك انزل اجتماعك من فضلك انزل اجتماعك..ارجووك

لم تشعر بمدى انهيارها ولا ارتفاع صوتها ولا تكرار رزعها ليدها المصابة بالحائط حتى رأت تلك النظرة الذهالذاهلة بعينيه لم تر مثل تلك النظرة العالقة بعينيه قبلا

كان خائفا حقا ولكن منها ام عليها...لم تستطع تمييز ذلك

خار ماتبقى لها من قوى فـانهارت وامتزجت الدماء بشلال الدموع من مقلتيها


*****************************

=ايه اللي إنت عملته ده أنت أكيد مجنون ..انت بوظت كل حاجة

=يا سلام ماهي كمان من ساعة ماخلفت وهي بتعاملني كأني كرسي والا كنبة في البيت

=فين آخر مر اعدت وشافت مشاكلي والا اخر مرة فجأتني فيها بحاجة مجنونة زي زمان ولا قالتلي كلمة حلوة أو حتى طبختلي من اديها زي ماكانت بتعمل كنت بحس بـحبها في طعم اكلها أو حتى في حتة الديكور الجديدة اللي تعد تهري وتنكت لحد ماآخد بالي منها أو في فستان أو ...أو حاجات كتير كانتها وبطلت تبقاها ...

أو قررت تبطل تبقاها.

=وانت عملت إيه بقى يا سي أحمد؟؟

=بتعاقبها؟؟!!!استجبت لرد الفعل واتصرفت علي اساسه زي طفل اتاخدت منه لعبته وبدل مايشوف عمل ايه وليه مامته خدتها منه قعد يعيط ويكسر في البيت .

=فين آخر مرة جبتلها وردة ولا اتصلت بيها أول ماتروح الشغل بس عشان تقوللها اد إيه وحشتك ..فين آخر مرة شلْت عنها حمل ولا حاولت تبص في عنيها وتعرف سر الحزن فيهم.. تمسك اديها وتطمنها إن كل حاجة هتبقى كويسة في الآخر وإنك هنا عشان متشوفش دموعها.

=دي سلمى يا احمد..حبيبتك

=اللي بتدبل وبتتبـدل دي..سلمى

*********
=سلمى.. مش كفاية بقى فيه ايه لده كله؟؟ أنا.....


احتضنها محاولا تهدئتها


بردة فعل انفعالية ابتعدت عنه بحركة هستيرية كمن اعتراه لسعة برد لتوه زهل الاثنان لردة الفعل الغريبة ابتعد كلاهما عن الاخر وكأنهما راقصي باليه يؤدون احدى حركاتهما الدرامية ثم ارتمى كلاهما علي اطراف الاريكة المتباعدة..وشردا في بحر من حنين


***********


=كل ما ابصلك يا سلمى مش عارف ليه بفتكر اللبن بتاع كل يوم الصبح قبل المدرسة!!


-يا سلام ليه يعني بفكرك بطنط أم أحمد مثلا


=لأ طبعا.. و سيبك من أم أحمد مالكيش دعوة بيها


=بس بحس إنك طفلة قوي يعني مش ناقصك غير ضفيرتين ومريلة واخدك معايا الشغل وانا نا ايييييييييي


أنتي اتسعرتي يا سلمي ؟؟بتعضيني!!


(تنظر له بخبث طفولي)


- ايوه مش انا عيله؟؟!! ..حركات عيال بقى


تضحك ويعلو صوت ضحكاتهما


ينظر لتلك الناضجة بجانبه يراها كقطة ابتلت لتوها بفعل المطر فـالتفت حول نفسها مرتعدة من البرد والخوف ايضا


تنظر له بدورها هي الأخرى ويخترق الصمت صوت الاعين..


=ياااه لسة زي ما انتي يا سلمى بنفس نظرة الأطفال اياها يا ترى لسة عايزة تشتكيلي مني ليا يا سلمى ..لسه بابا اللي عايزاه ياخدلك حقك من حبيبك لو ظلمك؟؟!!ه


-ملامكحك وهيا هادية بعرفها, مش غريبة عليَّ في الحقيقة محفورة في قلبي بشكل النقوش عالصينية ..لسة فاكر الصينية يا أحمد؟؟!!ه


=فاكرة يا سلمي لما كنتي بتجري عليَّ أول مارجع عشان تشوفي جبتلك ايه معايا وانآ جي مكناش محتاجين نخلف حتى..


كان كفاية عليَّ طفلة واحدة كبيرة ومالية عليَّ الدنيا بحالها بعينها العسلي وخدودها البرونزية.
-عارف يا أحمد ..باين ملامكحك متغيرتش ..أنا اللي مبقتش بعرف اميزهم ..نسيت ارضيك وأتدارى منك فيك ولو نسيت افوقك وافكرك بوعدنا.
أنا آسفة يا أحمد باين أنا اللي نسيت....
اتحرك بقى يا أخي أنت عارف النظرة دي كويس ..أيوه عارفها وعارف معناها اتحرك بقى.
************


=ممكن تبطلي عندك ده بقى وتوريني ايديك ..ممكن تخليني ارعاكي


ترفع عينيها بتجاهه تنظر بعينيه مطولا ودون ان تنطق بكلمة


ياه اد اد إيه وحشتني الكلمة دي


نفسي أرجع بنتك وحبيبتك وصاحبتك هو أنت نسيتني ..نسيت تفرحني ..ليه نسيت تقولي كلمة بحبك وتسلم ايديك ووحشتني ..نسيت تضحكني حتى علي نفسي؟!


يقوم بلف قطعة من الشاش حول يديها.. تنظر له وهو منهمك بعمله كجراح محترفولا تستطيع مقاومة ظل ابتسامة تغزو ملامح وجهها,


نعم فهو ذاك طول الوقت يحب ان يكون صاحب القرار يحب ان يبقي الامور تحت سيطرته هو


ولكنه لطالما اشعرها بأنها اميرة متوجة على عرش قلبه وطفلته المدللة علي حد سواء.


تنظر إلى البرواز الكبير المعلق بوسط الحائط


يرفع عينه اليها ويراها تنظر بعيدا عنه فيطلق نظره بذلك البرواز


تعلق عيناهما بالصورة ذات الإطار الذهبي
صورة وبرواز بطعم السنين يعتريهما رتوش من الماضي والالم والحنين ...


فستان أبيض ..ببيون أحمر ووعود وردية وصخرة حياة ترتطم بها امواج الحب فتتكسر لما يسمى بالعشرة وأحيانا الرتابة


نعم لقد بهتت ضحكتنا واضيفت إلى الصورة علامات السن


تغيرت الالوان.. وعشعشت خيوط العنكبوت على نيران الشوق واللهفة فـاخمدتها ولم يتبق منها إلى حياة رخيمة وعقارب ساعة قديمة تدق بقسوة معلنة عن تقدم العمر..ومم حسنا تقشرت بعض اجزاء الصورة ..


لم لا لم يكن البرواز رخيص حقا ولا كان الحب ضعيفا ايضا ...ولكن وحده لا يستطيع الحفاظ علي الصورة




***********************


-لما نسينا الفرحة نسيتنا يا أحمد

ينظر لها .. يمسح دمعة سالت من جفنيها وينظر لتلك الفتاة التي عشق نعم يستطيع رؤيتها الان بوضوح الآن فقط ادرك أنها مازلت في أشد الاحتياج اليه ليست تلك الناضجة التي اعلنت ثورتها عليه وصارت تمشي وحدها في بحر الحياة

مازلت تشعر بأهميته بحياتها مازلت تنتظره ...


=لسة طفلة زي ما انتي يا سلمى



تصدم عند تردد كلماته بمسامعها وتنظراليه فجأة غير مصدقة فلم تكن تلك الكلمات المناسبة كان عليه تركها متعللا باجتماعاته المهمه أو مقابلة أحد اصدقائه أو .. أو أي شيء عدى المكوث والاهتمام بتلك الطفلة الساكنة بذلك الركن المظلم بـأعماقها تبحث على ابيها الضائع هـا هناك .....

نعم تلك هي النظرة التي تشتاق اليها

تجري لترتمي باحضانه وتخبره عن مدى اشتياقها اليه وعن تلك الأيام الموحشة بدونه ..

***********

بعدك أليف ..بعدك لطيف بعده بيعنينا مثل الخريف



2 التعليقات:

Rania Ghieth يقول...

Enas enty elly katba dah ?!
ezay kda ?!

بنت بضفاير يقول...

روني :)
وحشتني قوي
آه يا روني أنا اللي كتبته من سنة تقريبا:)
قوللي رايك:)
إنتي عارفة باستناه اد اايه