الأربعاء، 31 أغسطس 2011

عن الكتابه )2(

اعجب واظرف شيء  والأكثر اثاره للشفقة  على الاطلاق بحياة أي روائي
 انه يستطيع دائما اعطاء النهايات السعيده لشخصيات روايته 
في حين ينغمس هو في كئابه حتي  اطراف عنقه  ..
تلك الكآبه الازمه للامساك بالقلم والتدوين ..تدوين شيء ما
أي شيء يلتف حول اوجاعه دون ان يعريها ويفضحه 


على الموسيقي ان يصنع الموسيقى  وعلى الرسام ان يستمر بالرسم
 كما ان على الشاعر ان يكتب ..لو انه متصالح تماما مع ذاته
 
ولا يعيش أي حاله من حالات الصراع .. فماالذي يستطيع تقديمه؟!
 
كل البشر شعراء  عندما تقع بالحب لاول مرة   وكلهم  رسامون جيدون عندما يفقدون البراعة اللغويه اللازمه للتعبير ولكني باعتقادي ان  الشاعر الحقيقي هو من يكتب قصيدة عن الحرية خلف ظلال  قضبان زنزانتهالذي يكتب اروع قصائد الحب دون ان يكون بطلا باحداها الرسام الحقيقي هو من يبتكر طريقه جديده بـالرسم ..
الذي يرسم أحساس شيء  لم يراه من قبل..
ذلك الذي يلمس وجدانك وليس فقط يعطيك منظر منقول بعنايه
 
لذلك  اعتقد ان الفنان  يحتفظ  دائما بجزء من الشجن بقلبه ..شجن نترجمه نحن على انه نوع من الحساسيه مفرطه أو كآبه تعلم انت تلك الكئابه اللازمه لاي مبدع لعيش مواقف لم تعتدها و خوض خبرات ليس لك أي فكرة عنها.. ان تتعرف بخيالك على اناس لم تقابلهم وتعيش مآسيهم -كأن ذلك ينقصك -ولكنك تعطيهم تلك الحلول التي يعجز بصرك أو بصيرتك على ادراكها
بواقعك انت  

ان تعزف له مشاعر بنغم قريب من الذي  يعيشه فتدخله بشجونك فيخرج من حالته  هو ويترك تلك الهاله من الحزن الذي نسجها حوله 
نعم هو الآن يعلم انه اسعد حظ منك -على الاقل -وان هناك تعساء اخرين غيره بتلك الحياة وان الدنيا لا تتشوق لمآسيه هو بالذات
  
عندها فقط  يرتاح قلبه ويترك الكتاب ومؤلفه والمآسي
 ويذهب ليستمتع بدخان انفاسه الذي يعطيه بعضا من الدفيء بـذلك الصقيع
 
حسنا حينها تجلس وحدك انت لتعطي مني الخاتم ذو الماسة البيضاء  الذي طالما حلمت به
 
ولا تنسي ان تعيد البصر لوفاء  دائما بالنهاية
 
وسلمي تتحول لشخصية قوية ومع ذلك يحبها انور الذي ظل يستغل سذاجتها أعوام قبل ان يكتشف انه حقا يحبها وهكذا...الكتابه تعطيك السلطه لاعطاء فرصتك الضائعه لشخصياتك الورقية
 
ودائما تكون تلك الفرص هي الافضل لانها ببساطه مرتبطه بزمن الصفحات انت تضع نقطه بعد كلمة" النهاية "وتذهب لتعد قهوتك أو لتستلقي من شده الإرهاق وتحاول محو تلك الهالات السوداء التي تكونت تحت محيط عينيك بعد كل ذلك السهر وكل تلك الاقداح من القهوة
 
ولكنك لن تعرف ابدا ماذا فعلت تلك" المني" بعد ان ارتبطت بحبيبها وكيف اصبح زواجهما ..وهل اكتسبت بعض الوزن واصبحت تبرح اولادها ضربا ام انها مازلت تحتفظ ببرائتها ورقتها ونعومتها علي الدوام هل فعلا كانت تتمني الافضل ام انها كان يجب ان تحذر مما تتمني وهل حقا وفاء اصبحت اسعد بعد ان أبصرت بالنهاية المضحك أنك بالرغم من أنك تمتلك كل الخيوط وتتحكم بها ولكنك  لن  تعلم ابدا الفرق بين الحياة والكتابه ببساطه
انك تعيش الحياه مع كل مجاهيلها ومعطياتها
 انت تجرب وتحاول وتفشل وتقرر الهرب ثم تنجح وتفتخر بذلكأما الكتابه فهي عن السرد ...بالكتابه انت تلعب دور الراوي
 ذلك العجوز ذو اللحية البيضاء الكسول -العارف اكثر من اللازم -..
ذلك الرجل الذي يجلس بدائرة الحماية بعيدا عن كل تلك الاحداث التي تعصف بكيان القصة  
أما بالحياه فانت تلعب دور البطوله ولا اعلم هل عليك ان تأسف لذلك ام تفتخر ولكن دعنا نكن واقعيين على الرغم من إن الكتابه والفن عامة شيء جميل وراقي ولكنه خالي من الحياة ان قررت التوحد معه انت تعرف مسبقا الحكاية وتتحكم بجميع الاحداث ..اقصي مايمكن حدوثه ان تلمس الاحداث جزء من واقعك فتعطيك لحظات  من التوحد ..الفرحة أو الالم تفقد عنصر المفاجأة ..الانبهار ...تفقد الحياة روحها  فتصبح كتمثال شمعي جميل جدا ...تقترب من الكمال بكل شيء مع ذلك فانه يمتعك كثيرا  حتي وإن كان بلا بريق ..بلا روح .

0 التعليقات: