الأحد، 7 أغسطس 2011

خواطري الرمضانيه (4)


اكتشفت مؤخرا ان هناك علاقة لا بأس بها تربط بيني وبين مطبخي
فهو يمثل لي اكثر من بضع أواني وبهار وأشياء اخرى كثيره لا اعلم اسم أو وظيفة معظمها.. ولكنني احبه بالنهاية
بطفولتي كان بمثابة الحجرة السريه التي تحضر بها جميع التعاويذ والوصفات السحريه
وكعادة الاطفال جميعهم "ان الممنوع هو حتما المرغوب "كنت أنا ايضا احب جدا دخولي مخبأ الساحرات هذا والعبث بشتى المحتويات داخله
بدأ من نثر الدقيق في الهواء و بعثرة الادوات هنا وهناك وكاني اقدم بعض وصفاتي الخاصه كأي شيف محترم من هؤلاء الذين نراهم طوال الوقت بالتليفزيون أو كجدتي طبعا في المقام الاول
اتذكرها الأن حين كانت تمازحني وهي تقوم بـعمل كيك البرتقال الذي لم احبه ابدا ولكني كنت انتظر ذلك اليوم من كل اسبوع فقط كي استمتع بيومي الخاص مع جدتي وحدنا.. أنا وهي فقط
المهم ان عندي ولع غريب بالمطبخ.. اعتقد انه اكثر حيوية من بقيه رقع المنزل

لا اعلم- ولكني عندما ابتهج جدا احب ان ادخل مطبخي وحدي -
وعندما اشعر بالاحباط ادخل المطبخ ايضا لأقوم حينها بـعمل أي اختراع -غالبا مايكون وليمه مقدره جدا لدي قطط النفايات- فأنا عندي الطبخ نوع من أنواع الفن بل انه فن بحد ذاته .
مشكلتي المذمنه مع الرسم انني عندما اكون مشوشة لااستطيع سوى وضع رتوش بالوان غير منطقيه بفرشاة متردده جدا لا تعبرغالبا عن أي شيء واضح لمرأى العين ولكنها تعبر عن شيء -لا افهمه- بداخلي و اشعر به بشده
كما هو الحال ايضا عندما اشعر بذلك الاحساس يعتصرني ..
ذلك الاحساس بان هناك شيء مفقود
فادخل في باديء الامر بحاله من النكران غير محدده الزمن تليها جولات متتابعه من الهرب لا اعلم حتى السبب ولا من أي شيء اهرب ولكني لا اكف عن ذلك , يتبعه حقبه طويله من الإنغماس في شيء ..."أي شيء" عدا التفكير أو ترك حالي لذلك الشعور اللا شعوري الذي يتملك مني و لا افهمه
عندها افكر بان الوقت مناسب جدا لإعداد وجبه جديده وجبه لا يهم مقدار الملح بها أو درجة ميوعة المرق ولا اولويات التحضير التي طالما تذكرني بها امي .
مجرد وجبه اخري كمحاوله قد تنجح في طرد تلك الاشباح الكامنه بداخلي أو تفشل ولكني بالنهاية ارضى بالنتائج مهما كانت و ربما اكون محظوظة بتلك الايام فيضربني الإلهام لعمل شيء ما حتى وإن كان ذلك الشيء هو البدء بـكتابه تدوينه ما أو اعاده تدوين خاطرة -مثل تلك التي أكتب الآن تعلم تلك الخواطر التي تملأ مسودة مدونتي والتي اقرر لسبب مجهول -انها غير مفيده على الاطلاق وغير ذات قيمه فاحتفظ بها لاجل غير مسمى
كي اعود لاكتبها مره اخري وارسلها واكتفي بـابتسامه راضيه بالنهاية
ابتسامة من تلك التي تعني انني قد فعلتها تلك المرة ايضا
وان تلك العنيده الصغيره الهاربه مازلت داخلي
فقط تنتظر لحظة من لحظات عبثي أو انشغالي لترغمني على فعل أشياء قد تناسيت اني احبها وتخرج هي من اللاوعي لتمارس كامل نشاطاتها بتلك النظرة المتحديه اللي تلتمع بعينيها وتسيطرعلي كليا
احبها ..اخشاها ..اتجنبها.. لا يهم ولكني بالنهاية استمتع برفقتها تلك الايام التي تتملكني فيها و تصير هي جزء من تكويني جزء صغير ..له طعم مميز ومحببب جدا مني



0 التعليقات: