الخميس، 25 أغسطس 2011

خواطري الرمضانيه (8)



كم اعشق الاطفال عندما يكونوا اطفالا

اطفالا حقا وليسو صناعة التليفزيون المصري  الذي يعبث بكبارنا فما بالك بعقول هؤلاء الصغار...
أطفالا يملكون تلك العيون الواسعة البريئه جدا وتلك العبارات  المبهمة الشفافه جدا وتلك القلوب النقية الطاهرة جدا
وتلك الانفعالات والتصرفات التلقائيه العشوائيه الغير محسوبه بالمرة
عندما عجزت أنا احتفظ بنفسي طفله
 وعندما شككت في امكانية ان ابقي  روحي ايضا طفله
فأصبحت اعشق تواجدي مع إلى ألاطفال..
اختلس أي فرصه كي اقضي وقتا اطول مع  صغار اختي -خاصة تلك النسخه المصغرة مني-
غريب ان تجد من يشبهك ويعيد تمثيل حياتك كأنها رواية تعيد تجسيد  نفسها تلقائيا
نفس انفعالاتك ..نفس تصرفاتك نفس حساسيتك  المفرطه ونفس مشاعرك حتي نفس ردود افعالك تجاه المواقف
عندما تغضب يارا اعلم ماالذي اغضبها في حين يظل البقية كالعاده يفسرون تصرفاتها على نحو خاطيء معتقدين انهم بذلك يعلمون اكثر
طبعا فهم كبار والكبار دائما يملكون الحجة هم دائما يعرفون اكثر
تغضب يارا فاذهب لاجلس بذلك الركن الذي اختارته هي  على مقاسها  والذي لا تسمح لاحد بمشاركته معها ابدا عداي
 والذي لا يتناسب مع حجمي الآن طبعا ولكني احاول ان ابذل مجهودا اكبر
نجلس فنتجاذب اطراف الحديث  اري وجهها العبوث فاحاول تقليده احاول طمانتها انني هـاهنا  وانني موجودة الآن وانها اكثر حظا مني
لأن هناك   الأن من يستطيع فهمها واللا يعاملها على  انها مجرد طفله عابثه عنيده 
تبتسم لي وتحتضني فجأة ..تفاجئني للحظه ثم اشعر بكل ذلك الدفيء الحقيقي فأشعر بالامان ولا اعلم هل هذا الشعور ..
أهو نابع منها ام هو من داخلي ومن فينا تحتضن الاخري بحق
نقرر ان نترك كل ذلك العالم ونذهب لتناول الايسكريم وحده الايسكريم يعدل من مزاجنا
حقا لقد اعتدت منذ فترة شرب الكافيين وافضل  الأن قهوتي بالقرفة لضبط مزاجاتي
ولكني معها انسي ذلك وانسي حتي تلك السنون التي تفصل بيننا واصبح أنا وهي مجرد نسختين
فقط واحده منا تسبق الاخري ببضعة سنتيمترات
اسرح بعيناها القويتان  الواثقتان  فاذهب لابحث عني وتلتقطني احلامي المنسيه ... واظل ادور بتلك الحلقات اللامتناهيه
 حتي تلكزني هي  في محاوله منها لانقاذي من الغرق في  كوكب الحنين الذي ادمن تواجدي به  بشده
قررت البارحة ان ادفن شعوري بالخوف عميقا  الا اصرح به لاحد من ما كان
ولكني فوجئت بها تعتلي حافة سريري وتعبث بخصلات شعري وتتمتم بكلمات  لم افهمها ولكني فسرت جملة واحده
"متخافيش يا نوني والله ربنا هيفرحك  .."
لم اعلم حقا لما قالت ذلك ولم  الآن بالذات ...لم اعلم أهِي  رساله من الله ام هي تعيد ذلك الكلام الذي احدثها به عندما نتكلم
عن الله وكم هو يحبنا وانه طيب  جدا  ويحبنا حقا
ام انها  حقا شفافه لتلك الدرجة..
اعتدلت وبدون ان النطق كلمه نظرت لعينيها واحتضنتها بشده
"خلاص يا لالا أنا اصلا فرحانه :)"
"أمال بتعيطي ليه.."
أنا مش بعيط ..فاكرة أما كنت بقولك ان ربنا حنين قوي ومش بيحب يشوفنا زعلانين ؟؟
آه
طيب  عارفه أما تبقي زعلانه قوي وتلاقي حد بيطبطب عليكي من غير أي سبب فتبكي قوي قوي
نظرت نحوي بعدم فهم وكأنها تحاول تذكرني بان اعوامها الثلاث تعجز عن فهم مااقول  لم اهتم  واكملت كلامي
أهو أنا بقي حسيت ان ربنا بيطبطب عليَّ  بالراحة ...مش أنا قلتلك قبل كده إن ربنا طيب قوي قوي يا لالا
وانه قالنا  قبل كده

“الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا……” (فصلت 30)
بس احنا اللي بننسي.. نظرت نحوي  بخوف فهي لا تفهم كلمة مما اقول الآن ولا تستطيع تمييز حالتي العقلية ضحكت من نظرتها  البريئة وعينها المتسعتان على اخرهما واحتضنتها بقوة فأغمضت عينها ومازال وجهها يشرق بضحكتها الصابحه  حينها عرفت قيمة ان يحيطك الله بالملائكه ...تلك الملائكة التي تمنحك الثقة انه هنا قريب جدا وانه موجود  وتذكرك بكل حين  " وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} (48) سورة الطورَ 
.
 اللهم أنا رضينا بما قسمت لنا فأرضي عنا وارضنا واهدنا سكينة من عندك ويقين  من فضلك ياحي ياقيوم سبحانك لا اله الا انت 


0 التعليقات: