الجمعة، 27 يوليو 2012

بطه

احيانا قصة شعر جديده تلخص القصة كلها
القصه تبدأ بالاخفاق في مرحله استحوذت على نطاق حياتك.. مرحله بطول خصلات شعرها الكستنائيه الفاتحه
اتركها لتعيش مراحل حزنهـا السبع  المعتاده
الصدمه ..النكران ..الغضب ..النحيب ..الحنين ..الإنسحاب..واخيرا الإستسلام
ثم تأتي بعد ذلك القرارات المتضاربه   !!

-"الاطراف زي كل مره ؟؟!!"
 تسأل بطه وهي تهم بالامساك بـالمقص بشكل احترافي لتقص الاطراف بطريقه آليه
بطه هي الكوافيره الخاصة بصديقتي منذ مايقرب السنه والنصف انقلب الامر ليصبح اشبه بعلاقه صداقه من تلك التي يطلق عليها  بالكاجوال "صداقه دون ارتباطات ولا التزامات ولا نقاط توافق ولا أشياء مشتركه ,
فبطه الفتاه الاميه  الساذجه التي يمارس اخيها ضدها العنف باوقات فراغه او عندما يفرغ من انفاق النقود التي يسلبها اياها كل أول شهرلا تمت بصله لصديقتي استاذه الاقتصاد بالجامعه المحترمه  لا شكلا ولا مضمونا

-"كاريه قصير."
قاطعتها صديقتي في حسم

ذهول من قبل بطه  واجهه تصميم من قبل صديقتي  .. ثم استسلمت الاولي لقرار صديقتي الفجائي والغريب
لتصبح بعدها  فرجه المحل مابين حاسد وحاقد وخائب  امل ومتسائل
تضحك صديقتي بشده  عندما تسمع همهمات تلك العجوز وتنبؤاتها لها  بـانها لن  تورد على جنه قط بفعلتها تلك فخصلات الحرير التي تضحي بها هي تلك بمنتهى البساطه تحلم بنصفها الكثيرة ويصرفن المال ك ينعمون بمثله فمن تكون تلك المتبترة على نعمه الله  التي ستزول من وجهها باذن الله قريبا بسبب افعالها المتهورة تلك .

بينما تتسائل عينا  الطفلة الصغيرة  ذات  الذيل حصان القصير جدا  اعلي راسها عن امكانيه اقتراض شعر تلك السيده  على سبيل السلف بينما تزجرها امها في حزم تمزق به حلم الطفله في طرفه عين.

أما أنا ...فلا افعل شيء سوى ان اقوم بـتناول مجله بهدوء وادس عيناي بها في محاوله للهرب من نظرة هؤلاء النسوة .. اتصرف و كاني لا اعلم شيء ..كاني لا اعلم شيء على الاطلاق.....

تبدأ بطه في ثرثرتها المعتاده والتي تعتبرها جزء من صميم مهنتها والتي تتقاضي عليه اجرها  ويجب عليها تحليل لقمه عيشها
"مش عارفه يا ست نرمين بس شعرك ده والله خساره   أنتي اكيد محسوده ,وبعدين دانتي كلها شويه والتانيه وتتجوزيوتبقي عايزه تعملي فورمه في فرحك... مش برده قريب يا ست  نرمين ...مش كنتي  قلتيلي إني قريب هافرح فيكي وهزرنا وكده وبتاع
ولا  بردك معرفتيش توصلي له؟؟

ضحكت صديقتي  ضحكه رنانه لم اسمع رنتها من قبل  وأنا احاول ان اكتم  هذه البطه بنظراتي من وراء المجله التي ألصقها بوجهي
قبل ان تجيبها
 "لا يا بطة متخافيش  أنا عرفت اوصله"

بطه بخبث :طب وايه اقول مبروك؟؟

صديقتي في لا مبالاه وهي ترسم على ثغرها ابتسامه ساخرة :لأ يا بطة متقوليش حاجه عشان مفيش حاجه

بطه: ليه كفا الله الشر بس ..هو ناوي يقعد هناك أكتر من كده يعني ؟؟!طب مايرجع يكتب عليكي وتسافروا سوى ماياما ستات بيعملوا كدهه ,أنا بنت عمتي عملت كده جه جوزها  اتجوزوا وكتب عليهها وسافروا السعوديه سوى مش هو في السعوديه بردك ؟

صديقتي :لأ يا بطه مش في السعوديه ولأ مش ناوي يقعد هناك كتير ولا حاجه

بطة: أُمّال ايه بس مش أنتي قلتي انه مسافر وانه تو ماهيرجع هتكتبوا؟؟ ..هايجي البيت يعني ويقابل البيه  اخوكي وتكتبوا الكتاب وكده ؟؟
معقوله يعني غير رايه وبعدين هو كان يلاقي زي حضرتك فين اساسا , ده حضرتشك حسب ونسب وتتحطي عالجرح يطيب
ده لولا حضرتك ماكنتش عرفت أكتب اسمي بعد ما عرفتيني على فصول الاميه دي ,طب بالك أنتي أنا بابقي سامعه الزباين لما بتيجي عندي كل مره بيعدوا يشكروا فيكي وفي جمالك وروحك الحلوه  ويسألوني عليكي وأنا للي بقولهم ان حضرتك متكلمين عليكي و لولاش بس هو السواد اللي حضرتشك لابساة ده والعبايه اللي مكبراكي  من بره كده ومخلياكي اكبر من سنك  لكن حضرتك أول أما بتدخلي عندي -والله مابقول كده عشان قدامك يعني أنا ربنا يعلم من قدامك  زي من وراكي يا ست نرمين وربنا يعلم ..والله أنتي بالذات من دون كل الزباين اللي باشوفهم زي الفل من جوه وبره وتعرفي ربنا وألف من يتمناكي ده كفايه حنيتك ..ده أنا حتي نفسي اشوفه بس عشان أعرف مين ابن المحظوظه اللي أنتي بتستنيه ووشك بينور كل مره لما بتيجي سيرته ولا بتحكي عنه, مش ممكن يكون غير رايه والله خديها مني كلمه هو اكيد شويه زعل وهيروح لحالهم قال غير رأيه قال هو هزار ولا هزار

 نظرت لصديقتي فوجدت دمعتين ترقرقوا بعيناها تداريهما كعادتها بابتسامه هنا قررت ان اترك المجله -وقمتلها ماهو مبدهاش بقى-
"ايه يا بطة هو أنتي كل مره تيجي تاكلي ودننا كده لو بتشوفي شغلك اد مابترغي بيتهيألي كان يبقي اسمك بطة الصغير ولا كان زمانك فتحتي محل بتاعك بس عملالانا فيها خصوصيات وبتاع  أما نطلب نمرتك "مابديش نمرتي لحد وأي كلام ماتخليكي في حالك بقي وشوفي شغلك"

بطة:كده يا ست ليلي طب بردك مش هارد عليكي بس عشان أنتي صاحبه السكره دي

تبتسم صديقتي ابتسامه معاتبه "صحيح مالكيش حق يا ليلي سيبك منها يا بطه خليكي على راحتك
عامة لأ ربنا مايجيب زعل ..احنا مازعلناش وهو لسه بيحبني متقلقيش..

بطة :أمال حصل ايه بس؟؟

نظرة صديقتي بعينا بطه وابتسمت ابتسامه واسعه   :"اتجوز"

بطة وهي تخبط على صدرها في ذهول :"نعم   ؟؟؟؟؟"
قالتها بطه قبل ان تصمت تماما مثل من أكل لتوه جرعه مكثفه من سد الحنك وليست هي وحدها من سد حنكها بالحقيقه ..

تنظر لنفسها بالمرآة تغمض عينيها لدقيقه كامله تودع بها تفاصيل القصه كامله فهي تعلم ان عملية محو الحنين ستنتهي بمجرد سقوط آخر خصلة شعر متعلقة برأسها..
 كانت تعلم ان حياة جديده وشكوك وأفكار  جديده تنتظرها بعد قصة الشعر تلك
كانت تعلم ان تلك آخر مقتنياته لديها
كانت تعلم ان ذلك اخر مايربطها بعالمه
كانت تعلم ان تلك المرة ستكون القصة التي تختارها هي لانها تريدها لا لانه  يفضلها !
 فتحت عنها بعد ان استجمعت قواها لتجد امرأه اخري غير التي اغمضت عنها شعر كستنائي قصير امرأة لابد وان تكون واثقه جدا من نفسها ,روحها خفيفه إلى ابعد الحدود ومتمرده بشكل أو آخر ..كانت دائما تعلم ان السر ليس في القصة ولا بالشعر هو مجرد ذلك الإحساس  الذي تنشده وتبحث عنه بقوة واصرار ومستعده ان تفعل أي شيء حتي لو كان الثمن بعد الجنون والخروج عن المألوف ..
كل ماارادته ان تري نفسها بشكل مختلف ان تصبح امرأة اخري يصعب عليها التعرف عليها ..تريد ان تتعرف على ذاتها من جديد  ربما

ثم اردفت :"بقولك ايه يا بطه أنا عايزاكي تكملي تعليمك  ومتوقفيش عشان زي ما اتفقنا لما تبقي صاحبه محل كبير بتاعك لوحدك تعرفي تمضي العقد, ومالكيش دعوه بأخوكي متسمعيش كلامه ولو ضربك تاني روحي عند خالك متخليش حد مين ماكان يغصبك على حاجه غلط أنتي مش ضعيفه زي ماأنتي فاكره!!
واتكلمي ..متكتميش جواكي كتير ..
وأما تفتكريني افتكريني بالخير وادعيلي دايما وادي نمرة تليفوني أما تحتاجيني اوي كلميني ماشي ؟!

بطة :حاضر يا ست نرمين بس ليه بتتكلمي وكان دي آخر مرة هنشوف حضرتك فيها

صديقتي بابتسامه هادئة "عشان أنا غالبا  مش هحتاج تاني كوافير يا بطه وغالبا هاعتني بنفسي بشعري لمده مش قصيرة :)

بطة :ست  نرمين؟؟!

صديقتي :نعم يا بطه

بطة : أنا عايزه اقولك حاجتين..

صديقتي :اتفضلي يا بطه عايزه فلوس متتكسفيش..؟!

بطة مقاطعه بسرعه قبل ان تدس صديقتي يدها في حقيبتها لتخرج المال -
"لأ يا ست مستورة الحمدلله.. أنا عايزه حضرتشك تاخدي بالك من نفسك أنتي طيبه وتستاهلي كل خير وهو اللي خسران والنعمه الشريفه و هيشوف أيام سودا اسود من اللي اتجوزها دي

صديقتي بغضب : لاحول ولا قوة إلى بالله يا بطة ليه كده بس ؟؟ أولا مش قولنا منحلفش غير بالله ؟؟
ثانيا بقي ايه اللي أنتي بتقوله ده يا بطة ده نصيب !
و بعدين متدعيش عليه ..ثم اكملت بعصبيه "ولا عليها كمان -الله -لا حول ولا قوة إلا بالله-  ماتدعيش على حد خالص  يا ستي
 ربنا يكتبلهم الخير فين ماكان  ..ولو هاتدعي ادعيلي أنا ..
أنا مسامحه جدا الحمدلله ..ادعيلي بس  انسي.
نظرة لبطه وادركت انها انفعلت زياده عن اللزوم على تلك المسكينه  فابتسمت وواصلت الكلام "و حاضر يا بطة متخافيش علي .. هـا عايزه تقولي  ايه كمان؟

بطه : حقك علي يا ست متزعليش ونبي  قصدي -لا الله إلى الله-  أنا اسفه ..المهم اني عايزاكي تسامحيني عشان كدبت عليكي ..
أنا أصْلي ماسميش بطة يا ست ..

 ضحكت  صديقتي بشده ثم اردفت :..متقلقيش علي يا بطه  ومتخافيش أنا ماينفعش ازعل منك ..سكتت لحظه وضحكت ضحكه خفيفه
..أصل أنا كمان ماسميش نرمين :)
  قالتها وكأنها ترمي التحيه بكل بساطه ثم سلمت عليها بحرارة وتركتها وتركتني وأنا لا استطيع ان اقاوم سيل الخواطر التي عصفت بذهني

لم استطع ان افهم ابدا  طبيعه العلاقه التي تربط بينهما ولماذا كانت ترتاح نرمين بذلك الشكل لتلك البطة بالذات ولماذا كانت متعلقه بها لذلك الحد و الهم لماذا قررت الآن بالذات لقطع تلك العلاقه ...كما لم افهم ايضا سر اختيارصديقتي  لاسم مستعار وعدم التصريح باسمها
ولا اللغز وراء البـوح  بـاجزاء معينه من القصة اجزاء من اختيارهـا.  
لماذا اصرت- رغم رفضي- الخوض في أشياء شخصيه مع كوافيرتها التي يفصل بينهما اميال من المسافات العلميه والاجتماعيه ؟!والثقافيه
لماذا بطة بالذات التي روت لها أشياء لم تروها حتي لي اعز صديقاتها والقرب الي قلبها؟؟
ولماذا لم تصارحها بانه مازال يحبها وانه سيظل كذلك وانه اناني وانه نقطه ضعفها وانه سيظله كذلك وانها تضحك على نفسها عندما تقنع حالها بان تلك الخصلات ستخفف من وطأه الحنين اليه وستمكنها من التخلص من قيوده؟؟
كما  لم تخبرها بـانها نقطه ضعفه هو الاخر  بالرغم من انانيته التي لا يدركها ولا تدركها هي ..
لماذا لم تصارحها انها مازالت تتلون بالحمره إذا ماذكره أحد بشر ولو حتي بدافع تطييب خاطرها ....
؟؟لماذا لم تصارحها انها الوحيده التي كانت تحكي لها عنه
ولماذا لم تصارحني أنا بالسبب ..!!
ظللت اردد بذهني لما اختارت بطة نرمين ؟!
...حتي وجدت صوتا داخلي  يردد بلا توقف  ولا سبب واضح  بخلفيه راسي
 ...تكونش  بطه هي هي نرمين ؟!
بالنهايه بطة ونرمين وجهان عمله صكت من معدن الخوف ..التردد والفقد
؟؟!تركتها وتركتني  وأنا لا اعلم هل اواسي بطة اللي مش بطه ولا الحق نرمين اللي  مش نرمين 

3 التعليقات:

Unknown يقول...

ونبي قصدي -لا الله إلى الله- أنا اسفه

ضحك السنين

المهم, البعيد أتجوز ليه؟؟
وغير كده أنا مش قولت ميت مرة أني بتعامل مع القصص كأنهم شخصيات حقيقية وبكره أوويي النهايات المفتوحة أو أن الموضوع يكون فيه تيتا و أنا مش عارفاها

المهم أنها جامدة جداااااا و فعلا دا أحساسنا كلنا لما نروح الكوافير
fresh start ;)

Unknown يقول...

Fresh start ;)

بنت بضفاير يقول...

طبعا دي حتتك :D:D
وأنا مش بكتب غير نهايات مفتوحه ؟؟
مش بقتنع بالنهايه اصلا :)
وبعدين أما أنا اخد نهايتي المفهومه ابقي اطلعها :D
أما معدتش علي النهايات المقفوله قبل كده :)