الأربعاء، 4 مايو 2011

بلا عنوان


يحمل البحر جزء مني من أحلامي من طفولتي مراهقتي شبابي يشاركني مراحل تكويني
وهو الصديق الوحيد الذي يعرف الحكايه كامله لا اعلم سر ذلك الطبع بداخلي الذي لا يسمح لحد ايا كان ان يعرف عني سوى بعض الفصول لا أحد يملك القصة كامله
لا اعلم هل هذا مجرد نوع من أنواع الحيطه... الحذر ام هو الوسواس القهري لا أعرف ولا اعر الأمر اهتماما
الغريب حقا هو انني اكن للبحر كم هائل من المشاعر المتضاربه
أخافه.. ارتاح معه .. احترمه واحبه جدا
أعامله كوحش حنون يبدو انه قد قرر مسبقا انني فقط وحدي اضعف من ان يقسو عليه وان يريني الجانب العاصف منه
اعتقد انه يبادلني المحبه بالمثل
يعرف عني البحر اكثر مما تعرف انت ..يعرف اسراري وحقائق لم اخبرك يوما بها
اراهم يهمسون بأمانيهم له فاضحك ويضحك على ضحكي ..فهم في غاية السذاجه حتي يعتقدون انه يستطيع ان يحقق احلامهم السريه
أما أنا فقد علمت قدراته منذ زمن فصرت أكتب على صفحات مياهه حكايتي التي أثرثر بها معه طيله الوقت و ابعث له بالرسائل
ذات يوم فكرت ان أكتب رساله اضعها بزجاجه ان احكم اغلاقها .. ولكني استسخفت الفكرة عندما رأيتها تقذف تلك الزجاجه بأقصى عزمها
كنت اراها تعاني من الوحده والعجز فتبـعث بتلك الرسائل المبهمه لاشخاص وهميون لا تدري حتى بوجودهم
كنت اشفق عليها واعلم أننا مختلفتان
فأنا اعشق الوحدهاتمتع بها وانتظرها ...
انتظر ذلك اليوم الذي افيق به مبكرا جدا لارتدي ملابسي الخفيفه الفضفاضه واذهب لاتمشي حافيه القدمين فتلامس قدماي حبيبات الرمل الناعمه البارده
اري البحر وهو يخلع عنه لباسه القرمزي ليتلون بالوان الشمس الصيفيه الدافئه..

انتظره حتى يظهر لي بوضوح ..لا يتعرف علي ملامحي في باديء الامر كعادته فيغمرني بـموجات عاتيه ليذكرني بمن صاحب القوي هـاهنا
ثم يتذكرني ..عندما انظر له نظراتي الطفوليه البريئه معلنة اني لم افعل أي شيء يغضبه فلما المبالغة بردة الفعل تلك ...فيتذكرني ويضحك على حماقاته السابقه ويحييني بـموجة اخرى ناعمه ثهدهدني وتهديء من روعي إلى حد كبير
ثم يتباسط معي كي أبدأ في ثرثرتي المعتاده معه اضحك احيانا ثم أتذكرك فتخبو ابتسامتي يتلون لونه مع وجهي بزرقة قاتمه تدعو للكآبه
فيبعث لي بصدفة ملونه ...احبها جدا ..أكتب عليها التاريخ اليوم ثم اضعها بحقيبتي لاضمها لبقية المجموعه

اعلم اني اليوم اقلقته علي لم احضر بحقيبتي التي تشبه كثيرا حقيبه أي ساعي بريد تقليدي يحترم مهنته وذلك الحذاء الخفيف الرياضي كماانني لم احمل بيدي مذكرتي ولا ترمس الشاي بالنعناع الذي افضل ااحتسائه أثناء تدوين شيء ما وأنا اودع شمس الأصيل
ولكني اليوم بالذات ارتديت حذائي "الفيرنيه" ذو الكعب العالي والطرف المدبب
وضعت "مكياج" ثقيل على غير عادتي وكحل كثيف
لبست تلك البدله رماديه اللون ..وتلك البلوزه الستان الحمراء
فاجئته برساله ...رساله بزجاجه محكمه الغلق
لا اعلم لماذا اليوم
لماذا قررت اليوم التحرر من ذلك السر الصغير وان اعترف لك به
لماذا اليوم فقط قررت ان ابقى مجرد اخرى ..ان افعل مثلما يفعلون ابعث برساله لا اعلم مسارها ولا مرساها
همسة لها بكلمات واضحه ثم' استجمعت قوتي واخذت نفس عميق رميتها بعيدا باقصي عزم في
عقصت خصلات شعري إلى الخلف
واستدرت معطيه اياه ظهري متجاهلة صوته الجهوري العالي واتهمات امواجه الصارخه
واوامره الرادعه لي بالعوده هـاهنا و خود المواجهة
نعم ربما ساهرب منك الأن..سأفر مرتديه كعب عالي سيمزق قدماي على الأرجح
ولكني مللت أسطورتي التي اقدم احداثها من لحظات حياتي
..مللت ان اكون مختلفه ..
مللت ذلك البرج العاجي
ملللت الحكايا التي اعيشها وحدي
مللت الإنتظار
اريد ان احيا حياة عاديه ..اريد ان اضحك بصوت عالي واتسابق أنا ومجموعه من الحمقى على الكورنيش ان أخطيء اخطائي الخاصه واتحمل نتيجتها وحدي ولا اتحمل اخطاء الاخرين لمجرد انني أرى الوجه الآخر من العمله
اريد الا اكون فاضله اريد ان اخلع ثوب المثاليه ذلك عني
اريد أنا اتنفس بعمق وأنام وربما اطمع بان اعود لاحلم
اريد عندما احلم ..ان احلم بصوت عالي .. اصرخ بوجه االارض معلنة عن حلمي وتمسكي به وفخري دون ان يعتبر ذلك خدش للحياء
ارغب ان يبادلني احدهم الحلم بالمقابل ان ينتزعني مني ان يبحر بمناطق لم اجرؤ يوما اجتيازها بداخلي
اريده ان يطمئنني انه سيعود من اجلي حتى وإن لم يكن متيقنا من ذلك ...
اريده ان يكون معي بوجدانه وذاته لا ان يكن لي مجرد اسطر مخطوطه على وريقات صفراء اعيد قرائتها أنا وانت
كصديق مشترك كنت شاهدا على قصتنا التي جمدتها رياح تشرين
فلا
طوحتها رياح كانون ولا أذابت عنها الثلوج حرارة ايلول
ظلت معلقة على تلك الصخرة التي كتبت عليها حروف اسمنا الاولى
اتذكر حين امنك علي قبل ان يغادر ويتركني معك وحيده لنعيد أنا وانت تجسيد أسطورتي الابديه معه سويا ..
اعلم أنك غاضب مني يا صديقي الوحيد واعلم أنك تعتبرني خائنه لكليكما ولكني فقط منهكه
صدقا ..سئمت الصمت والحلم والامل
سئمت كل تلك القيم الروحيه واصبحت ارغب في بعض من الحياه الدنيويه الماديه
ولا تعاتبني فلست قاضيا ولا فاضلا لتصدر أحكامك علي ..
انت ايضا منغمس بشهواتك ... تموج بمزاجاتك المتقلبه وتعصف بمن لا يروق لك وقتما تشاء بغض النظر عن العواقب ..
لا تري وجهك الحقيقي لأحد لا أحد يعلم من انت تماما
لا تسمح لاحد ان يتم قراءة فصولك للنهايه ..مما تخاف
اتخاف ان يري أحد بغضك ...
ام تخشى ان يشعروا كم انت ضعيف حد الكسر من الداخل
ام ترهب ان تنتزع تلك الهاله الغامضه عنك فتصبح مجرد آخر...
لا تلومني ايها الصديق فنحن اقرب مما تتصور انت
لا تلومني فلم تكن تلك احدى زعابيبي المتهورة
لا تلومني فانت لا تعلم كم استنفذت مني كي البس ذلك الكعب المهلك ..واضع تلك المساحيق المبتذله واتلون لا اعلم
مقنعة نفسي ام ايااك بان ذلك سهل علي وانني استطيع..

هـا أنا ابدا بالصراخ كأي امرأة عصابيه بمنتصف الطريق وأنا أحاول انتزاع ذلك الحذاء اللعين فصدقني هو لم يغريني يوما لكني فقط لم اعد اريد ان ابقى حافيه .. ها ـأنا اعود لنقطه البدايه ...هـا أنا التوسل اليك ان تحل عني لعنتك ...
يا ليتني بقيت أنا كما أنا أو قويت على نفسي لأكون
اخرى ...
هـا أنا اتحول تدريجيا لأصبح مثلها ...لا املك قرارا أو فرار اقضي صباحاتي أكتب برسائل منمقة احكم غلقها لابعثها مع الغروب لتبدأ رحلتها وابدأ الانتظار
انتظر ردا لرسائل تائهة بلا عنوان

0 التعليقات: