الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

أنا عايزه اروح الجنه


فكرتي عن الجنه متختلفش كتير عن تفكير أي طفل صغير يادوبك بدأ يفهم الكلام
الكلمتين اياهم اللي اهله بيسكتوه بيهم لما يعد يدوشهم بأسئلته الكتيره زي
هو احنا أما نموت هنروح فين؟!
هو احنا ليه بنعمل حاجات صح ؟!
طب ليه مش بنكدب؟!
هو ربنا فين؟؟!
طب تيتة سافرت فين من سنه ولسه مرجعتش؟!
وتفضل الجنه هي الرد المثالي لأي سؤال من دول ...رد غامض هيسكته ويخليه يعد يحلم بيها طول عمره
في العاده الموضوع ده ممكن يشغل دماغ الطفل ده يوم ولا اتنين وبعدين ينسى ويعد يحلم باللعبه اللي باباه وعده بيها أو بحتة الشيكولاته الي هتديهاله امه لو فضل ساكت وسمع الكلام
أما أنا كطفله ومعرفش ده كان بـيحصل معايا ليه..لكن أنا كنت بحاول اجاوب دايما على اسئلتي اللي مكنتش بلاقي ليها اجابه في عيون الكبار.
اقنعت نفسي إن الجنه دي هي الحته اللي فيها كل الحاجات الحلوه مفيهاش لون اسود كل الوانها مسكره والناس فيها ديما بيضحكوا ومبسوطين
ومفيهاش غير أطفال وجدات .. مفيهاش وسط الحاجات فيها واضحه وملهاش معنيين.
أول مره اروح الملاهي بهرتني الألوان مكنتش عايزه أمشي!! افتكرت إن دي الجنه بعينها ماهي كل الناس بتضحك.. كل الألوان حلوه ومفيش حد لابس اسود واغلب سكانها كمان أطفال .
بابا وماما ضحكوا قوي أما عرفوا سبب دموعي دي واقنعوني إن الجنه أحلى من أحلى ملاهي
ففعدت اعيط أكتر لاني ساعتها كنت نجحت في امتحان الشهر وطلعت الأولى وكانت دي هي مكافأتي ..كانت الشروط محدده جدا كل اللي عليَّ إني اذاكر كويس وانجح وبعدها أروح الملاهي فلو الجنه اكبر من كده يبقى المفروض أعمل ايه عشان أروح الجنه؟!
من ساعتها عرفت إن لا بابا ولا ماما هيقدروا يساعدوني فكرت اتعرف على ربنا كان عمري ساعتها يمكن 6 سنين
فاكره اليوم ده زي مايكون امبارح.. طلعت البلكونه واعدت ابص للقمر مش لحاجه بس عشان مخفش من الدنيا الضلمه اوي بره
فضلت واقفه وبعد مارجلي وجعتني اتكلمت "أنا عارفه يا رب إنك موجود وقالولي إنك أنت وبس اللي تقدر تدخلني الجنه ..قالولي إنك تعرفني وإنك بتحبني وأنا عشان كده حبيتك ..حبيتك من غير مااشوفك عشان ماما اعدت النهارده تحكيلي عنك ...قالتلي إنك اكرم من عم رزق صاحب السوبر ماركت على أول شارعنا ..الراجل الطيب ده اللي دايما بـيديني بمبوني كل مااروحله وقالتلي كمان إنك صاحب كل حاجه في الدنيا الكبيره دي بما فيهم الملاهي ومدرستي
ممكن اطلب منك طلب ..أنا عايزه حاجه واحده بس..عايزه أروح الجنه.
تاني يوم أما صحيت ولقيت نفسي لسه هنا قعدت اعيط لماما وقلتلها إن ربنا مش بيحبني ,ربنا مسمعش كلامي ,وكمان مرضيش يدخلني الجنه.
بعد معاناه فهمت منها إن ربنا بيحب الناس وبيحبهم يطلبوا منه دايما وأما يحس إني فعلا محتاجه الحاجه دي ومن كتر طلبي ليها هيديهالي على طول .
ساعتها استغربت قوي!! أصل دي وصفه سهله قوي يعني -ولو كان كده مكنش حد غلب -ماعلي غير إني امارس هوايتي المفضله في الزن
فضلت من ساعتها يوم بعد يوم بعد يوم اخرج البلكونه وأقعد أكلم ربنا واطلب منه نفس الطلب
مع الوقت بقيت بخرج بس عشان اكلمه, اشكيله من صاحبتي الفلانيه ولا جارتنا العلانيه ,ولا اقوله على حاجه فرحتني
عمري ماكان عندي صحاب وانا صغيره كنت دايما غريبه في كل حاجه وحساسه لاقصى حد مكنش حد بيفهم درجة حساسيتي دي وكانوا بيقولوا عليَّ اماصه
فضلت على ده الحال كتير لحااااد ماكبرت
وبدأت افهم ساعتها ان الدنيا مش فارقه كتير عن امتحان الشهر ..الفكره إننا مبنعرفش ابدا معاد تسليم الورق عشان كده ساعات بنفقد قدرتنا على المذاكره, الحل, التركيز ,وساعات الفهم, وساعات مع إنا متأكدين من الاجابة النموذجيه بس بنحب نلف وندور حوالين الحل يعني كنوع من أنواع تضيع الوقت أو الفذلكه أو..... مش عارفه
النهارده بعد جلسة تأمل كبيره وتفكير متعمق ودراسة منهجيه .. وبعد ماجبت ورقه وقلم عشان احاول افرد حياتي زي الكبار واشوفها بمنطقيه قدامي ...لقيت نفسي فجأة بلبس طرحتي وطلعت البلكونه وبصيط للسما وبعد شويه كتير..
أنا مكسوفه قوي قوي منك يا رب بس أنا عارفه إنك كريم في الحقيقة انت الحقيقة الوحيده اللي أنا عارفها كويس ..أنا عارفه إني وحشه و عارفه إني مش أحسن تلميذه وعارفه إني ساعات كتير بدلع ومش بذاكر كويس وساعات كمان بزهق وببقى نفسي الجرس يرن واسلم الورقة دي حتى لو مفيهاش غير شوية شخابيط ...أنا عارفه إن فيا كل ده .... بس كمان من صغري وانا عارفه إنك ربنا
ممكن من فضلك اطلب طلب....أ
نا عايزه اروح الجنه!!

http://www.youtube.com/watch?v=GUNCHavIf1U

0 التعليقات: