
تعلم أيضًا برغم كل ماحدث انهـا تنتظر عودتهم بطريقة ما
ولكن لانها ندى
هاحكيلكم حكايتي مع ندى
بمحض الصدفة لا أنا ولا هي كنا عارفين إننا هنتقابل اليوم ده !!
من أول مادخلت من باب الدار حسيت بروح غريبة بين الأطفال حسيت إني اعرفهم كويس وانهم كمان عارفني زي ما أكون رايحة ازور حد من قرايبي قاعدين بيشدونا من ادينا وعايزينا أكتر ما احنا عايزنهم
وأكتر حاجة استغربتلها فخر كل واحد بـاخوه في الدار و هو عمال يعرفنا عليه ويحكيلنا عن مميزاته ودفاعهم المستميت عن بعض!!!
في الأول كنت مش عارفة اتصرف قوي بس بعد كده اعدت اضحك واهرج واسال نفسي ..
إزاي ممكن حد يحرم نفسه من هدوء حنين أو ذكاء فارس ولا وسامة مصطفى وشقاوة ماهروفي وسط اسئلتي..... شفتها!!!ه
..قاعدة كمشانة في نفسها مش خايفة ولا مكسوفة ..وشفت نظرة في عنيها معرفتش افسرها ..لأ لأ مش نظرة الفقد اللي بنشوفها في عيون أي يتيم ولا حتى نظرة حرمان ..
نظرة كده معرفتش افسرها غير في آخر اليوم وانا ماشية.ه
فضلت آجي وأروح قدامها عشان الفت نظرها وعينيها بتلاحقني في الرايحة والجاية .. طلعتلها لساني فعملت فيها تقيلة وكأنها بتقولي تبطلي حركات البكش بتاعتك دي مش طفلة انا هتضحكي عليها بشوية حركات !!!ه
أما رجعت بيتنا بعد يوم غريب جدا مليان مشاعر ملخبطه
بدأت أفهم..
ندي مش طفلة متوحدة أو منطوية علي نفسها ..بالعكس
ندى طفلة عادية جدا جدا -تشبه إلى حد كبير طفلة كبيرة تانية اعرفها- ..
مجرد فكرة تطرقت إلى ذهني منذ عدة أسابيع
اخذت اتفكر في معناها وعمن يستحق ذلك اللقب بمسرح حياتي
اردت حقا الكتابة عن ذلك المعنى.
حسنا يمكنني الكتابة عن الحاضرون الغائبون بحياتي أو لربما استطيع عمل فرقعة سياسية وأكتب عنها من منعطف سياسي عن طريق بعد الاسقاطات يمكنني أيضًا التكلم عن المفهوم بشكل عام
أو يمكنني ادراجه بقصة ما..
ولكن مانسيته تماما ولم اعير نظرا اليه هو نفسه ماخدعت نفسي كي لا قرأه بعيناي
نعم ...
لقد اكتشفت انني أنا ذلك الشبح..
أنا بنفسي ذلك الحاضر الغائب..
لا لم اكن ذلك الكائن الصالح ولا الطالح أيضًا فحتى السيئون قد اختاروا طريقا
ولكنني توقفت دائما عند انصاف الحلول واقنعت نفسي انني لا اعترف بها كي لا أرى حقيقة واقعي
رضيت بخط المنتصف ولم اجرؤ قط على الدفاع أو الهجوم
رضيت بـان امثل دورتلك الضحية دائما
رضيت بهوان الروح
رضيت بـان اكون ذلك الحاضر الغائب
ذلك الاناني الاطرش الأعمى الاصم عن جميع مايدور حوله
لا اهتم بما يعنيه الاخرين وأتهمهم بجرح كيان حساس مثلي
اتهمهم بعدم الاهتمام وأنسى نفسي...
نعم ..نحن أحيانا نجسد عن جدارة ما نبغض حقا
لا اهتم بالأفلام العربية كثيرا واري ان السينما المصرية بشكل عام تحولت لمؤسسة لادرارالمال لا رسائل هادفة ولا عوامل فنية )يعني سينما حسب الطلب ..زي ماالزبون يحب)-إلا مارحم ربي- ولكن تلك نقرة أخرى - بمحض الصدفةو الوحدة أيضًا قد شاهدت فيلم) ألف مبروك ) بغض النظر عن الفيلم وانه مقتبس عن آخر اجنبي يحمل ذات الفكرة ((groundhog day) ولكني لم استطع انتزاع الجملة الختامية من رأسي
ماأجمل ان تكون حاضرا غائبا على ان تكون غائباحاضرا
ذات الجملة..ذات الفكرة التي كنت ابحث عن معانيها
فعلمت انها علامة من الله سبحانه وتعالى
نحن ذلك الرَجل
قبل ان تطلب من اهلك الانصات والإحساس اشعر بهم..قبل ان تسأم من عدم تلبيتهم لجميع احتياجاتك..اقتطع من وقتك بعد اللحظة وتفكر في سيناريو حياتهم ..تفكر في احتياجتهم ..
قبل ان تطلب من صديقك الاخلاص كن انت ما يحتاجه صديق
قبل ان تكون ذلك الزوج الحانق على حياته كن انت بقدر متطلباتك
كن أفضل ابن وأفضل أخ وأفضل كائن تستطيع كونه
جاهد نفسك .....
كن أفضل عبد قبل ان تغتم وتنقم علي تلك الحياة الزائلة
تفكر.....
ليس فقط في النعم التي انعم الله بها عليك ولكن عن كيفية استخدامك لتلك النعم من حولك
تفكر في ردك عند سؤالك عن عمرك ...فيما أفنيت .؟؟؟؟
عن وقتك فيما امضيت؟؟
تنحى ولو لمرة عن دائرة الضوء التي وضعتها حولك …
حقا.. لا يمكننا تغيير القدر ولكن باستطاعتنا تغيير الواقع الكامن حولنا
فلو كان مقدر لنا الموت الآن فلنغيب بروح حاضرة..
بابتسامة هادئة...
وبرضي عن ذلك الكون الذي اعطانا اياه الله .. فشكرنا
انزع شباك الانانية تلك التي نصبتها حول نفسك..
قم بإضافة بعد التفاصيل المهمة على صورتك الشخصية و لا تكن تلك البعوضة تمتص دماء بدون التفكير ولو لحظة في مدى احتياج صاحبها اليها
كن غائب حاضرا فضلا عن ان تكون حاضرا غائب
you may also like http://bentbdffayer.blogspot.com/2010/01/blog-post_13.html
...عليك توكلنا واليك المصير
*********
=سلمى.. مش كفاية بقى فيه ايه لده كله؟؟ أنا.....
احتضنها محاولا تهدئتها
بردة فعل انفعالية ابتعدت عنه بحركة هستيرية كمن اعتراه لسعة برد لتوه زهل الاثنان لردة الفعل الغريبة ابتعد كلاهما عن الاخر وكأنهما راقصي باليه يؤدون احدى حركاتهما الدرامية ثم ارتمى كلاهما علي اطراف الاريكة المتباعدة..وشردا في بحر من حنين
***********
=كل ما ابصلك يا سلمى مش عارف ليه بفتكر اللبن بتاع كل يوم الصبح قبل المدرسة!!
-يا سلام ليه يعني بفكرك بطنط أم أحمد مثلا
=لأ طبعا.. و سيبك من أم أحمد مالكيش دعوة بيها
=بس بحس إنك طفلة قوي يعني مش ناقصك غير ضفيرتين ومريلة واخدك معايا الشغل وانا نا ايييييييييي
أنتي اتسعرتي يا سلمي ؟؟بتعضيني!!
(تنظر له بخبث طفولي)
- ايوه مش انا عيله؟؟!! ..حركات عيال بقى
تضحك ويعلو صوت ضحكاتهما
ينظر لتلك الناضجة بجانبه يراها كقطة ابتلت لتوها بفعل المطر فـالتفت حول نفسها مرتعدة من البرد والخوف ايضا
تنظر له بدورها هي الأخرى ويخترق الصمت صوت الاعين..
=ياااه لسة زي ما انتي يا سلمى بنفس نظرة الأطفال اياها يا ترى لسة عايزة تشتكيلي مني ليا يا سلمى ..لسه بابا اللي عايزاه ياخدلك حقك من حبيبك لو ظلمك؟؟!!ه
-ملامكحك وهيا هادية بعرفها, مش غريبة عليَّ في الحقيقة محفورة في قلبي بشكل النقوش عالصينية ..لسة فاكر الصينية يا أحمد؟؟!!ه
=فاكرة يا سلمي لما كنتي بتجري عليَّ أول مارجع عشان تشوفي جبتلك ايه معايا وانآ جي مكناش محتاجين نخلف حتى..
كان كفاية عليَّ طفلة واحدة كبيرة ومالية عليَّ الدنيا بحالها بعينها العسلي وخدودها البرونزية.
-عارف يا أحمد ..باين ملامكحك متغيرتش ..أنا اللي مبقتش بعرف اميزهم ..نسيت ارضيك وأتدارى منك فيك ولو نسيت افوقك وافكرك بوعدنا.
أنا آسفة يا أحمد باين أنا اللي نسيت....
اتحرك بقى يا أخي أنت عارف النظرة دي كويس ..أيوه عارفها وعارف معناها اتحرك بقى.
************
=ممكن تبطلي عندك ده بقى وتوريني ايديك ..ممكن تخليني ارعاكي
ترفع عينيها بتجاهه تنظر بعينيه مطولا ودون ان تنطق بكلمة
ياه اد اد إيه وحشتني الكلمة دي
نفسي أرجع بنتك وحبيبتك وصاحبتك هو أنت نسيتني ..نسيت تفرحني ..ليه نسيت تقولي كلمة بحبك وتسلم ايديك ووحشتني ..نسيت تضحكني حتى علي نفسي؟!
يقوم بلف قطعة من الشاش حول يديها.. تنظر له وهو منهمك بعمله كجراح محترفولا تستطيع مقاومة ظل ابتسامة تغزو ملامح وجهها,
نعم فهو ذاك طول الوقت يحب ان يكون صاحب القرار يحب ان يبقي الامور تحت سيطرته هو
ولكنه لطالما اشعرها بأنها اميرة متوجة على عرش قلبه وطفلته المدللة علي حد سواء.
تنظر إلى البرواز الكبير المعلق بوسط الحائط
يرفع عينه اليها ويراها تنظر بعيدا عنه فيطلق نظره بذلك البرواز
تعلق عيناهما بالصورة ذات الإطار الذهبي
صورة وبرواز بطعم السنين يعتريهما رتوش من الماضي والالم والحنين ...
فستان أبيض ..ببيون أحمر ووعود وردية وصخرة حياة ترتطم بها امواج الحب فتتكسر لما يسمى بالعشرة وأحيانا الرتابة
نعم لقد بهتت ضحكتنا واضيفت إلى الصورة علامات السن
تغيرت الالوان.. وعشعشت خيوط العنكبوت على نيران الشوق واللهفة فـاخمدتها ولم يتبق منها إلى حياة رخيمة وعقارب ساعة قديمة تدق بقسوة معلنة عن تقدم العمر..ومم حسنا تقشرت بعض اجزاء الصورة ..
لم لا لم يكن البرواز رخيص حقا ولا كان الحب ضعيفا ايضا ...ولكن وحده لا يستطيع الحفاظ علي الصورة