الأحد، 20 فبراير 2011

ايه ..في امل


عندما تأتي الاحداث سريعة متلاحقه فهي تلجم ألسن الجميع عن الحكي الكثير

أما أنا فعندما تتسارع الأحداث تلجم عقلي ذاته واشعر اني اصبت بغيبوبه فكريه

لا استطيع معها الكلام ,الشعور -سلبيا كان أو ايجابيا- أو حتى المشاركه

فقط اتخذ مقاعد الجمهور تلك التي تربط بيننا قصة حب عنيفه كلما يتأزم الموقف

وتدخل الأحداث في سباق احترافي مع الوقت

ولكن تلك المره تختلف عندما يتغير رتم الحياة المعتاد

بطريقة ليس فقط لاني لم أعتدها من قبل

بل اني اصلا لم اكن اعلم بوجودها

اتحدث الآن عن ذلك الشعور الذي بدأ يتولد وتتفتح براعمه داخلي منذ بدايه

أول شرر لتلك الثورة السلميه النبيله

بكل احداثها

بسلميتها ونبل أفكار شبابها

بوحدتها وعلو صوتها

بكسرها لحواجز نفسيه لم نكن نعلم انها مجرد حواجز وانها ليست مكون أساسي بـشخصيتنا

ذلك الإحساس بالرقي والعظمة والفخر الذي تسلل بطريقه محببـة جدا إلى اعماق نفوسنا

ليملأ كأس حياتنا بجرعات غير مسبوقة من الامل وقطرات سحريه من العزم على التغير والتغيير

ذلك الإحساس بان لأول مره تلك الأرصفه والحوائط والأعلام ...

تلك الروح

ذلك البلد

ملكك انت ...

لم أنسى قطعا هؤلاء الملائكه اللائي يذكرونني بملائكه "أحد" الذين اعز الله بهم جنوده

هؤلاء الذين سالت دماهم لتكتب أولى ابجدية نعرفها للغة قديمه كادت ان تنقرض

عن بلادنا العربيه

"لغة الحريه"

ايضا "يوتوبيا "...ذلك الأسم الذي أطلقته بمجرد ان حطت قدماي ذلك الميدان "الشاهد الصامد" على حدث تاريخي

وكنت اعتقد ان ذلك المسمي خاص بي وحدي حيث انني عشت عمرا احلم بوجوده مع علمي انه مجرد خرافة

وان المدينه الفاضله هي الجنه حتما

فوجدت لسان كل من أسمع ينطق به وكأننا جميعا صرنا قارئي افكر

أو اصبنا بنوبة حلم جماعي

كنت افغر فاهي كلما رأيت احد يتكلم عن دوله التحرير ونظامها وتلك القصص اليوميه المتجدده الذي نتبادلها كلما

ذهبنا إلى هناك حتى صار ذهابنا ليس فقط للمسانده أو المشاركه بل كي نرتاح من ذلك العالم المادي

ونعيش بعالم موازي يملك صفات الحلم

الجميع وصفوها بنفس الوصف "المدينه الفاضله أو "يوتوبيا" فأدركت السبب

ليس هناك مسمى آخر اكثر بلاغه من ذلك الوصف

خسر كثيرا من لم يراها ..فمهما كان التاريخ منصفا سيعجز عن الوصف حتما

ذلك العلم الذي لم اعلم انني بيوم ساقتني واحدا وسافخر لمجرد حملي ايه

لاني لم اكن يوما من مشجعي الكره.. وكان يعز علي رفع علم بلادي

فقط بذلك لاستاد فقد كان اشبه بشاره تشجيعيه كتلك التي تحملها مشجعات كره القدم الامريكيه ولم تستهويني الفكرة يوما

ولكني الآن ...الآن احب ان أراه يرفرف في البلكونات ومع الاطفال وحتى في خروجات الاصدقاء

عن ذلك الشعور بالوحده التي هبطت علينا دون سابق انذار بـلا حملات اعلانيه

ولا ندوات فكريه ..ذلك الشعور الذي اعتقدنا بانه قد دفن وصلينا عليه جميعا صلاة الجنازه

ثم تركناه لننسى أمره برمته ونمارس حياتنا هكذا دون

"انتماء"

ذلك هو الشعور الذي يحاوطني لا استطيع الزيغ عنه أو الهرب حتى لو اردت

فبدأت أرى المعجزات بكل يوم تتحقق

اخيرا بدأت اتذوق طعما لعروبتي ومصريتي ..ذلك المذاق المحبب للحريه
تلك الجمله التي صارت تتردد على مسامعي مع كل نفس يشق طريقه للحياة
"دار العرب داري ومواني الحريه اوطاني"


نعم اعلم اني اغفلت معارك الجمال والحديث عن تساقط دوله الظلم وهروب الأوغاد

ولكن الا ترى معي ان ليس لمثل هؤلاء قيمة أو اهميه كي نحفل بهم ونكتب عنهم

كما انني لم ار احدا يتحدث عن العصابات الا لإبراز دور العظماءبالقصة

بالإضافة إلى ان مجرد ذكرهم قادر على تبديد أي تناغم باللحن واحداث نشاز

بـسيمفونيه رائعه مثل التي نحيا


لم أرى روحا مثل تلك التي ابحرت لتبهر العالم قبل ان تبهرنا

فقد تهمنا انفسنا قبل ان يتهمونا بالتخاذل والتسليم بانا لا نقوى على فعل شيء سوى التقليد الاعمى

بانا اصبحنا معدومي الهوى والهويه

ولكني الآن اعلم أننا نقوى على الكثير حقا

لقد خرجت تلك الثورة ..ليست اسلاميه ولا علمانيه ..لا حزبيه ولا امريكيه ولا تركيه

خرجت "مصريه "..

تحمل بكل نفس فيها ذلك الطابع الفريد المبهر

ما حدث من تبدل لمشاعرنا ذلك الضيق الذي كان يغلف يومنا ويجعلنا لا نطيق بعضنا حقا

الآن لم يعد كذلك ...

لمثل ذلك اثق بنا ...نعم نستطيع بناء بلادنا على "الطريقه المصريه"

لا التركيه ولا الماليزيه ولا تحمل أي ملكيه سوى لكلمة واحده

"مصر"


تلك الصحوة ..تلك الهمة التي جعلتني اولد من جديد بقصة حب لم اكن اعلم انها يمكن ان تربطنا

منذ صغري وأنا اعلم بأننا نعيش بدوله يترأسها نظام حكومي فاسد

حتى صار الفساد سمت متأصل والعكس صار مريبا حد سوء الظن

ان يرفض موظف رشوة تأتيه فذلك مريبا يستحق عليه الثناء أو التشكيك

ولكن ان ياخذها دون تردد فذلك حقه وإلا كيف له يجهز ابنته الكبرى وينفق على الصغير

بدروس الثانويه العامه

دون الاطاله كنت اعلم ذلك منذ صغري ولاني لم اكن من هؤلاء المولعين بالانظمه

فقد كنت مما يطلقون عليهم "people oriented"

اعني بالبشر اكثر من اللازم أحيانا طالما لازالت العلاقات بين البشر طيبه مازالت مصر بخير

ولكن عندما زالت...اقدمت على خطوه لم اعلم ان بمقدوري التفكير بها حتى

"ماليش عيش في البلد دي "

قلتها بحقد غريب وجرح عميق

الآن بعد ان تحققت اصعب امنياتي وأكبرهم على الاطلاق

لا يسعني سوى الشكر ,الحلم ومحاولات جاده نحو العمل على أنجاح تلك العلاقة الجديده قصة الحب التي خطت سطورها داخلي ازهى المشاعر والتجارب يوما بعد الاخر

حتى لا يصفني احد بالحالمه فلست كذلك على اطلاق وبداخلي خوفا

يقترب من الرعب فأنا دوما أخشى اغفالنا لما يسمونه بال"finishing" أو اللمسات النهائيه ولكني اتوقع انها مجرد كذبه اخرى اقنعونا بها كي نفقد الثقه.. اشعر بامومه من نوع خاص تجاه ذلك المولود

الذي باغتني فجأة ولا اعلم هل اكون أما جيده له ام ماذا

ولكني احاول باصرار ..واحاول اكثر عدم المبالغة في الفرح ولا الخوف

فقط ابالغ بتلك المرحله بالحلم التطبيقي واسعى نحو خطوات تحقيقه

كما ابالغ أولى واخيرا بيقيني في الله واعلم انه لن يخذلنا

سأتوقف الآن عن الكلام الذي لم اكن اعلم ابدا انه سيطول هكذا

لعلمي انه مهما حكيت سيكون للحديث بقيه وان اليوم ليس وقتا مناسبة لسرد الحكايا

فكما استوقفني وصف الكاتبعلاء الأسواني " الذي تكلم وكأنه يترجم مالم استطع كتابته بلغه مفهومه

" مع هذه الثورة أشعر كما لو أنّي واقع في الحب". بالله

عليكم

دعونا نعيش قصّة حبّنا بما يليق بها من جنون.. لاحقا سنكتب !ـ

نعم ...لاحقا سنكتب أما الآن فلا نستطيع سوى صنع كلمات لاقلام التاريخ ليخطها .