السبت، 27 فبراير 2010

عيد حداد


وحيدة تمشي هي مترصفة ذلك الطريق المهدوم
تحاول التحقق من ماهية الأشياء حولها حتى تتأكد انها لم تفقد بعد اثر عالمها
تعلم انهم قد سلبوها روحها وبهجة عيدها وحتى رائحة عيدان القرفة المجففة التي تحب
تعلم انهم تعمدوا فعل ذلك وانهم يرقصون رقصاتهم الجنونية على حافة احلامها
تعلم ذلك وتخشي ان يتسلل طيف احدهم ويسكن نافذة حجرتها
تعلم أيضًا برغم كل ماحدث انهـا تنتظر عودتهم بطريقة ما
فقد دسوا سموم الحنين بقلبها قبل رحيلهم
ولكن لا ..ليس اليوم
لا تريد احتفالاتهم الماجنة
لا تريد هداياهم الموقوتة
لا تريد السماح لثعبان الذكريات اللئيم ذلك ان يحكم قبضته حول عنقها
ماذا تنتظرون الأن؟! ..بـماذا تفكرون ..
اهناك من جرائم ابشع لارتكابها تتعطشون
ماذا الآن ..الم تفرغ جعباتكم من السموم ..ماذا الآن ماذا دهاكم؟؟!!
الم تلاحظو بعد؟؟!!
لقد حزمت الطفلة امتعتها وتركت حلة الأميرات خاصتها ..تركت لكم تاجها المرصع واحزيتها الثلجية
تركت ذلك واكثر ..ورحلت
رحلت تحمل بالونا بحجم الثقب الغائربقلبها
رحلت تتحسس عالما آخر ...
عالما وإن كانت لم تسكنه الملائكة بعد
فحتما لم تحتله الشياطين..
شياطين قد سلبت الطفلة عيدها ........

الجمعة، 26 فبراير 2010

خطوط و خيوط





فنانوا اللقطة الواحدة""كذلك اطلقوا على انفسهم وعرفوا انفسهم على انهم
مجموعة فنانين تشكيليين مصريين ,يتلمسون شوارع القاهرة القديمة على استحياء منذ ثمانية أعوام , يحملون في أيديهم أمتعة كثيرة, جاءوا ليسجلوا لقطة واحدة من شوارع مصر المليئة بالوجوه التي لا يمكن أن يمر الفنان بها مرور الكرام
جاءت الفكرةعندما قرر خمسة عشر فنان أن يجتمعوا للرسم كل يوم جمعة بأحياء القاهرة القديمة ، ولم يتوقعوا أن هذا الأمر سيصبح مشروع ضخم حيث وصل عدد فنانو اللقطة الواحدة إلى أكثر من ستون فناناً ، كلهم يشتركوا فى حب هذا البلد ، ويعرفون كيف يسخرون الفن له, وتمكن الفنانين من تسجيل لقطاتهم في عدة مناطق منها " المغربلين - الدرب الأحمر- درب اللبانه - جزيرة الدهب - المعادى - مخازن مسرح العرائس- السيرك- متحف الفن الحديث - سوق السلاح" اهتموا خلال أعمالهم بإبراز الشخصية المصرية المصبوغة بسمرة النيل.
اقاموا العديد من المعارض منها معرض "حوايط و معرض "مشوار اللقطة الواحدة"ومعرض "كوبري القبة"ومعرض (الكراسي) والقميص واخيرا وليس آخر
"معرض خطوة وخيوط "
والذي اعتبره بشكل شخصي عملا فنيا وابداعيا إلى اقصى الحدود
حقا اعجبت بالمعرض وبذلك الحس الراقي الذي تعزفه الألوان وتوصله من خلال لوحات ابداعية قمه في التميز
اعجبني المكان حيث عرضت الاعمال بقصر الامير طاز بحي الخليفة.
-وهو مكان لما لا يعلم ينضح بعبق ساحر منذت ان وطأت قدمي المكان وأحست انني ابحرت لتوي في عالم من حكايا ونوادر ألف ليلة وليلة-
ننتقل من المكان إلى اللوحات الفنية
اعجبتني التكوينات والجرأة في اغلب الأعمال وفكرة المعرض أو السمت العام له الاوهي مزج عرائس المريونيت بالخط العربي
لقد لفتني اللوحات بحالة شجن من نوع خاص, وخاصة بـاستخدام بالتات لونية جديدة ومميزة
تعد كل لوحة بالمعرض "لوحة رئيسية " أو "
masterpeice"
أيضًا شدني جدا توزيع الفراغ ووجهة نظر كل فنان فيما يتعلق بالظل والنور ..
لقد كان حقا معرض ثري ويستحق المشاهدة..




ولكنني لا أعلم سبب توقفي امام تلك اللوحة بالذات فهي كانت سبب "جر رجلي "كما يقولون للمعرض في الاصل والتي لمستمني بشكل شخصي


...عجبني اوي تلخيص العروسة والبورتريه عيشني في حالة حنين خاصة جدا ..حنين لمكان مجهول أو شخص غير مؤلوف بالنسبة لي ..التجويف بالعيون قال كل الكلام ..
مزج الألوان الساخنة بالبارده في الخلفية
وطبعا رباعية لصلاح جاهين المفضلة عندي والذي استبدل فيها "شاب "بـ"خشب"أيضًا الجرأة في استخدام الخطوط و الذي يقابله تناغم في الألوان
والحرفة في تلخيص لأشكال ....
لا اعلم ولكن تلك التحفة للفنان أحمد يحيي تعتبر هي الفضلي لدي وإن كنت لا استطيع معرفة السبب الحقيقي ..لكني أحببتها منذ النظرة الاولى
وإن كان يصعب انتقاء الافضل من الأعمال..
حيث يتفرد كل عمل عن الأخر ويقوم بحد ذاته بدور الافضل

المعرض مفتوح يومين وحتى 15 مارس جميع أيام الاسبوع عدا أيام الجمعة والعطلات الرسمية من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثامنة مساء...



روحوا اتفرجوا وابقوا احكولي;);)



ندى



ندى





طفلة مختلفة جدا
ليس فقط لما تملكه من تقسيمات وجه ملائكية
ولا تلك البراءة بعينها الصغيرتين
ولا حتى لانها طفلة يتيمة في دار ايتام مزوي باحدى شوارع السيدة زينب قلما يأتيه الزوار


ولكن لانها ندى

هاحكيلكم حكايتي مع ندى
بمحض الصدفة لا أنا ولا هي كنا عارفين إننا هنتقابل اليوم ده !!

من أول مادخلت من باب الدار حسيت بروح غريبة بين الأطفال حسيت إني اعرفهم كويس وانهم كمان عارفني زي ما أكون رايحة ازور حد من قرايبي قاعدين بيشدونا من ادينا وعايزينا أكتر ما احنا عايزنهم

وأكتر حاجة استغربتلها فخر كل واحد بـاخوه في الدار و هو عمال يعرفنا عليه ويحكيلنا عن مميزاته ودفاعهم المستميت عن بعض!!!

في الأول كنت مش عارفة اتصرف قوي بس بعد كده اعدت اضحك واهرج واسال نفسي ..

إزاي ممكن حد يحرم نفسه من هدوء حنين أو ذكاء فارس ولا وسامة مصطفى وشقاوة ماهروفي وسط اسئلتي..... شفتها!!!ه

..قاعدة كمشانة في نفسها مش خايفة ولا مكسوفة ..وشفت نظرة في عنيها معرفتش افسرها ..لأ لأ مش نظرة الفقد اللي بنشوفها في عيون أي يتيم ولا حتى نظرة حرمان ..

نظرة كده معرفتش افسرها غير في آخر اليوم وانا ماشية.ه

فضلت آجي وأروح قدامها عشان الفت نظرها وعينيها بتلاحقني في الرايحة والجاية .. طلعتلها لساني فعملت فيها تقيلة وكأنها بتقولي تبطلي حركات البكش بتاعتك دي مش طفلة انا هتضحكي عليها بشوية حركات !!!ه

لكن فجأة ومن غير سابق انذار لقيتها بتمدلي ايدها عشان اشيلهـا -طول اليوم مقضية معظم وقتي مع ولاد أختي اللي بحبهم اد الدنيا بحالها-لكن حضن ندا كان مختلف.
مش عارفة..
...يمكن عشان احساسي بالمسئولية الغير مبرر تجاهها او يمكن عشان حسيت إنها محتاجاني لسبب مجهول بردو
المهم إني اتعلقت بيها و هي كمان ..فضلت ولاول مرة من ساعة ما شفتها تضحك
فضلت تضحك واضحك أنا على ضحكها وبدأت كمان تبين شقاوتها وتجري وتنزل وتطلع وأنا عيني وراها هنا وهناك
شوية ولقت الناس كلهم ماشيين.. عملت نفسها مش فارقة معاها وكملت لعب لوحدها
وكل ما حد ييجي يسلم عليها ....ولا تعبره
كنت عارفة انها هاتعمل معايا كده أنا كمان ..بس قلت هجرب حظي
قعدت جمبها وعملت نفسي زعلانة
= طيب مش هتبوسني بوسة كبيرة وتسلمي عليَّ
عملت هي كمان نفسها مش سامعني ورجعت للعبهـا
فجأة لقيتها بتبص عالباب وبعدين بصتلي كأنها دخلت جوايا ولفت كياني بـاحساس غريب بالذنب

أما رجعت بيتنا بعد يوم غريب جدا مليان مشاعر ملخبطه

بدأت أفهم..

ندي مش طفلة متوحدة أو منطوية علي نفسها ..بالعكس

ندى طفلة عادية جدا جدا -تشبه إلى حد كبير طفلة كبيرة تانية اعرفها- ..


مجرد طفلة..بتلعب وتضحك وتحب الناس لكن بتخاف من الزوار وبتحاول تمثل الكره عليهم بكل طاقتها عشان تمنع أي حد انه يقرب منها.


.....يعني اصلها عارفة كويس ان مهما طولت قعدتهم بردوعيونهم عالباب
دلوقتي ..أو بعد شوية
كده كده ..ماشيين.

ساعتها بس كان نفسي اديها امان الدنيا كله و اشيل من عيونها النظرة اياها اللي شفتها من أول مادخلت

وقتها بس حسيت بعجزي...
...عجزي حتى إني ادفي قلب الطفلة دي واحسسها بالامان
=هاه يا ست ندي اجيبلك ايه بقى معايا المرة الجاية؟؟=
-عايزة لعبة....
=طب لعبة شكلها ايه؟؟
-عايزة عروسة بشعر طويل وليها بيت كبيييييييير بتاعها هي واخواتها وبس...
اه..اه كنت هانسى وعايزة كمان توكه لشعري عشان العيد اللي جاي .




ملحوظة : كان المفروض الحق صورة ندى بـالتدوينة .. لاسباب تكنولوجية خارجة عن ارادتي مش هاعرف انزلها دلوقتي مرة تانية بإذن الله:)












السبت، 20 فبراير 2010

بدون عنوان




هلا صار عنّا حكاية بيرووها البشر

هلا صار إلها شي نهاية تا يحكي العمر

صاير لي شهر..شي ميت شهر

بيزورني طيفك تا يميل

عا ضو القمر


great expectations




اخاف دائما من عنصر الإنبهار عندما يشيب العلاقات فيلفها بطابع اشبه بالسحر ولكنه سرعان مايتكسر في جملة مختصرة جدا
didnot meet expectations
نعم فعندما نتخذ الناس كملائكة من الصعب علينا رؤيتهم يلبسون خمار الواقع ..
عندها اخذت هي في بكاء هستيري محاولة ان تشعرني بـمدى قساوة ذلك العالم الذي تعيشه ان البشر اصبحوا اقرب للمسوخ
اخذت تسرد عن تلك الجارة وتلك الصديقة وحتى عنه وعن كلماته الرقيقة ونظراته الحانية ...كم تبدل كل هذا
نظرت لها مشفقة عليها ....وابتسمت
عندها نظرت متسائلة عن سبب ابتسامتي
جاوبتها :يا عزيزتي لم يكن عيبا بهم فلم يتبدلوا قط فأنا شخصيا لم أرى ملاكا قادرا على اقتلاع أجنحته يوما ..ولا رأيت بشرا بهيئة ملاك
انت من توقعتي وجود الملائكة في مدينة الضباب تلك
حفنة تراب وما عليها من تراب -أيضًا- لا يدرك كم هي زائلة
ولكنها كذلك
ليسوا ملائكة ولا نحن الهة لنصنف الخلائق
وليست الحياة جهنم
دعينا نسمي الاشياء بمسمياتها و نعطي الأمور قدر حجمها لمرة
تلك هي نصيحتي بالنسبة لك
أما بالنسبة لي ....ه
فقد سأمت التحليل ..واعتزلت

لقد بيعت القضية وأقفلت محاضرها

.وعايزني أكسبها؟؟؟؟!!ه

...;):) شكر خاص لصديقتي العزيزة في لولتوبيا



الاثنين، 15 فبراير 2010

الحاضر الغائب



مجرد فكرة تطرقت إلى ذهني منذ عدة أسابيع

اخذت اتفكر في معناها وعمن يستحق ذلك اللقب بمسرح حياتي

اردت حقا الكتابة عن ذلك المعنى.

حسنا يمكنني الكتابة عن الحاضرون الغائبون بحياتي أو لربما استطيع عمل فرقعة سياسية وأكتب عنها من منعطف سياسي عن طريق بعد الاسقاطات يمكنني أيضًا التكلم عن المفهوم بشكل عام

أو يمكنني ادراجه بقصة ما..

ولكن مانسيته تماما ولم اعير نظرا اليه هو نفسه ماخدعت نفسي كي لا قرأه بعيناي

نعم ...

لقد اكتشفت انني أنا ذلك الشبح..

أنا بنفسي ذلك الحاضر الغائب..

لا لم اكن ذلك الكائن الصالح ولا الطالح أيضًا فحتى السيئون قد اختاروا طريقا

ولكنني توقفت دائما عند انصاف الحلول واقنعت نفسي انني لا اعترف بها كي لا أرى حقيقة واقعي

رضيت بخط المنتصف ولم اجرؤ قط على الدفاع أو الهجوم

رضيت بـان امثل دورتلك الضحية دائما

رضيت بهوان الروح

رضيت بـان اكون ذلك الحاضر الغائب

ذلك الاناني الاطرش الأعمى الاصم عن جميع مايدور حوله

لا اهتم بما يعنيه الاخرين وأتهمهم بجرح كيان حساس مثلي

اتهمهم بعدم الاهتمام وأنسى نفسي...

نعم ..نحن أحيانا نجسد عن جدارة ما نبغض حقا

لا اهتم بالأفلام العربية كثيرا واري ان السينما المصرية بشكل عام تحولت لمؤسسة لادرارالمال لا رسائل هادفة ولا عوامل فنية )يعني سينما حسب الطلب ..زي ماالزبون يحب)-إلا مارحم ربي- ولكن تلك نقرة أخرى - بمحض الصدفةو الوحدة أيضًا قد شاهدت فيلم) ألف مبروك ) بغض النظر عن الفيلم وانه مقتبس عن آخر اجنبي يحمل ذات الفكرة ((groundhog day) ولكني لم استطع انتزاع الجملة الختامية من رأسي

ماأجمل ان تكون حاضرا غائبا على ان تكون غائباحاضرا

ذات الجملة..ذات الفكرة التي كنت ابحث عن معانيها

فعلمت انها علامة من الله سبحانه وتعالى

نحن ذلك الرَجل

قبل ان تطلب من اهلك الانصات والإحساس اشعر بهم..قبل ان تسأم من عدم تلبيتهم لجميع احتياجاتك..اقتطع من وقتك بعد اللحظة وتفكر في سيناريو حياتهم ..تفكر في احتياجتهم ..

قبل ان تطلب من صديقك الاخلاص كن انت ما يحتاجه صديق

قبل ان تكون ذلك الزوج الحانق على حياته كن انت بقدر متطلباتك

كن أفضل ابن وأفضل أخ وأفضل كائن تستطيع كونه

جاهد نفسك .....

كن أفضل عبد قبل ان تغتم وتنقم علي تلك الحياة الزائلة

تفكر.....

ليس فقط في النعم التي انعم الله بها عليك ولكن عن كيفية استخدامك لتلك النعم من حولك

تفكر في ردك عند سؤالك عن عمرك ...فيما أفنيت .؟؟؟؟

عن وقتك فيما امضيت؟؟

تنحى ولو لمرة عن دائرة الضوء التي وضعتها حولك

حقا.. لا يمكننا تغيير القدر ولكن باستطاعتنا تغيير الواقع الكامن حولنا

فلو كان مقدر لنا الموت الآن فلنغيب بروح حاضرة..

بابتسامة هادئة...

وبرضي عن ذلك الكون الذي اعطانا اياه الله .. فشكرنا

انزع شباك الانانية تلك التي نصبتها حول نفسك..

قم بإضافة بعد التفاصيل المهمة على صورتك الشخصية و لا تكن تلك البعوضة تمتص دماء بدون التفكير ولو لحظة في مدى احتياج صاحبها اليها

كن غائب حاضرا فضلا عن ان تكون حاضرا غائب

you may also like http://bentbdffayer.blogspot.com/2010/01/blog-post_13.html

لمن نشكو مآسينا؟؟!!!!ه




لمن نشكوا مآسينا؟

ومن يُصغي لشكوانا ويُجدينا؟


أنشكو موتنا ذلا لوالينا؟

وهل موتٌ سيحيينا؟!

قطيعٌ نحنُ .. والجزار راعينا

ومنفيون ... نمشي في أراضينا

ونحملُ نعشنا قسرًا .. بأيدينا

ونُعربُ عن تعازينا ... لنا .. فينا
!!!

فوالينا

ــ أدام الله والينا

ــ
رآنا أمةً وسطًا فما أبقى لنا دنيا

.. ولا أبقى لنا دينا!!


ولاة الأمر

.. ما خنتم .. ولا هِنْتمْ


ولا أبديتم اللينا

جزاكم ربنا خيرًا

كفيتم أرضنا بلوى أعادينا

وحققتم أمانينا

وهذي القدس تشكركم

ففي تنديدكم حينا وفي تهديدكم حينا

سحقتم أنف أمريكا فلم تنقل سفارتها

ولو نُقِلتْ..
لضيعنا فلسطينا!!

ولاة الأمر


هذا النصر يكفيكم ويكفينا

تهانينا

للشاعر أحمد مطر






الجمعة، 5 فبراير 2010


مش عارفة ليه -مع إني معنديش مشاكل شخصية مع السفر بالعكس بحبه -كل ماحد يجيب سيرة السفر أو نقرر السفر فجأة قلبي ينقبض وبطني تكركب

المشكلة مش متعلقة بمكان,مسافة أو مدة معينة.

فكرة السفر نفسها بتقبضني لسبب مجهول مهما طولت المسافة أو قصرت و حتى لو كان لمصر الجديدة (على اساس إني في تكويني الطبيعي كانسان بعتبر ان أي مساحة خارج نطاق الدقي... سفر!!

أول اما بسمع كلمة سفر بفتكر حاجات غريبة قوي ومش مترابطة ببعض

بقعد افتكركمية الأفكار المتخزنة في دماغي اللي لسة عايزة أنفذها,ولستة الأعمال- اللي لسة مشطبتش منها حرف من ساعة ماجبتها-

بفتكر وشوش بقالي كتير مشفتهاش ,ناس مقصرة معاهم,ناس نسيتني في وسط التوهة وناس بيني وبينهم فرقت الدنيا لا عيب فيهم ولا فيَّ بس ده طبع الدنيا ....الفرقة.

بفتكر لكل حد حاجة حلوة..تخليني متمسكة بيه أكتر في حياتي.

وبفتكر الناس اللي راحوا ومارجعوش ...والحاضر الغايب وغيرهم وغيرهم ناس كتير

من غير مبرر مبحبش أسافر وحد زعلان مني أو مستني مني حاجة بلغة التجار بحب اقفل حساباتي قبل ما أمشي

-فلكل حد زعل,زعلان أو بيفكر يزعل

أنا آسفة...-

ومع إن الصورة دي لازم تيجي في دماغنا طول الوقت لأن المفروض محدش ضامن عمره لكن فكرة الموت بتتجسد قدامي وبترتبط ارتباط وثيق بالسفر..

نفس الشكل ,نفس المعنى ,نفس برودة الوداع, نفس الخوف من المجهول .

الفرق الوحيد بيبقى بينهم هو نفس الفرق بين الفقد والافتقاد .

و دايما بسأل نفسي هو احنا ليه مبنقفش للحظة و نهتم بالتفاصيل مع إن التفاصيل دي نفسها هي اللي بتجمل الصورة ومن غيرها تبقى الصورة ملهاش طعم

يعني مش لازم نصحي الصبح نلاقي تفصيلة من تفاصيل الصورة اختفت أو بهتت عشان نبدأ نهتم بيها ..

المهم إني دلوقتي أفكاري اتلخبطت وبدأت افكر في الفين موضوع

مش بقولكم السفر دايما بيلخبطني ويخليني أبدأ اخرف

المهم إني هروح دلوقتي وأفضل احلم بالفنار اللي كان طويل علي قوي زمان

دلوقتي أنا كبرت وطولت ...

هاروح اطلع له لساني واقولوا انه وحشني قوي

بس يا ترى هيعرفني دلوقتي...

هشوف واقولكم إن شاء الله

يلا استودعكم الله :)


اللهم إنَّ نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ماترضى..اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل

...عليك توكلنا واليك المصير




الأربعاء، 3 فبراير 2010

صورة وبرواز بطعم السنين..


بذكرك كل ماتيجي ليلة غيم وجك بيذكر بالخريف


تعلو الالحان الفيروزية..في محاولة فاشلة لمداعبة قطرات الدموع المترقرقة

هي.. تبتسم لانعكاس صورة المرأة بتلك الآنية ذات الزخارف الاسلامية القديمة.
-يا الله ...شايف يا أحمد؟؟!! شايف اللي أنا شايفاه,اد ايه جميل ..تحفة.

=بتتكلمي عن ايه يا حبيبتي؟؟

-الله يعني هيكون علي ايه يا أحمد؟؟!! الصينية دي يا أخي..

-شفت النقوش اللي عليها تهبل ازاي ...

=طب يلا يا حبيبي عشان كده هنتاخر..

-شوف انا بتكلم في ايه وهو في إيه؟؟!! ..يا احمد طب بص عالحفر ..إزاي متقن كده شايف ال....

=والله أنا خايف عليكي من الحفر لما اروحك متأخرة علي معادك واخدلي وتاخديلك كلمتين تمام من عمي الحبيب
*******************


*شوفي كده يا مدموازيل ..الطقم ده لسة واصلني النهاردة ده تر....

-معلش ..لازم استنى أحمد لما ييجي..

=احمد جه خلاص بلاش تلاكيك.

-معقول يا أحمد سايبني كده لوحدي.. كنت فين ده كله ؟؟

=اسف يا حبيبتي ما انتي عارفة العيال والكورة وبعدين دول كانوا 5 دقايق

لأ ..اتقلي شوية أحسن اتغر في نفسي وأقول مش قادرة على بعادي 5 دقايق.

-وكمان بتهرج حضرتك ..طيب اوعى تسيبني لوحدي كده تاني من فضلك ,

-وبعدين اما تسيبني عند الجواهرجي واحنا بنختار الدبل هتعمل إيه بعد كده ؟؟!!

=إيه ده هو احنا ماقلنهاش في الأول دي؟؟؟ أكيد هتجوز عليكي طبعا
يا حياتي.

-رخم بشكل.

=مجنونة وشكاكة بشكل.


***************************
-كانت الحاجات مش بطالة .

=خلاص مادام عجبتك يبقى المرة الجاية نجيب الحاجة والست والدتك ونتوكل علي الله.

-آه ما أنا كنت لسة.... إيه ده,

إيه اللي عالكرسي ده إنت عندك عيد ميلاد النهاردة؟؟؟

=بص أوام الحواجب اترفعت وربعتلك اديها وسوسة الشك بدأت تنخر ,

=لأ يا ستي مش رايح في حته..

-أُمّال إيه اللفة دي بقى؟؟!!

=افتحي وانتي تشوفي

-مش عارفة ليه كده قلبي مش مطمن من ناح..هيييهه معقولة يا أحمد ..

-الصينية اللي كنت هتجنن عليها..

انت أحسن راجل أنا شفته في حياتي لأ أنت أحسن راجل في الدنيا كلها.......
***********************


=ايه هو انتي خلاص عقلك مبقاش فيكي, سايبة المية مفتوحة لحد ماهتغرق الدنيا وقاعدة سرحانة في جمالهـا

-هه ..قالتها بعد ان اعلقت تيار المياه المتدافع ..اسفة باين سرحت

=باين سرحت؟؟؟!!!!! لأ والله ؟؟

=ربنا يستر علينا..

=المهم فين الزراير الدهب بتاعتي عندي اجتماع مهم ومش لاقيهم.
-الله يا أخي ما اكيد عندك عالكومود .

=عندي فين يعني أنا أعمى؟؟ ..

اتفضلي شوفي بنفسك, وبعدين أنا نفسي أفهم أنا ليه لما أحط الحاجة في مكان مبعرفش الاقيها تاني ؟؟

..دي مش عيشة أبدا دي بقى مرستان أنا .......
صراخ ..صراخ ..صراخ

ذلك هو ما تتقنه عزيزي تملأ البيت صراخا على اتفه الأسباب

لماذا لا تكون الحياة اكثر هدوء فيما بيننا ؟!لماذا لا يكون الجو اقل عكرا؟!

متى اصبحت بتلك العصبية ؟!من ايقظ ذلك الوحش بداخلك ؟!

اين ذلك الشخص الذي أحببته ..أين حبيبي الذي الفته؟!

-هو أنت امتى ملامحك اتغيرت قوي كده؟؟...

=نعم يا هانم ..إنتي بتهزري ..اقولك اجتماع مهم وإني متأخر وانتي كل اللي قادرة تعمليه بدل ماتدوريلي علي حاجتي تقوليلي اد ايه شكلي اتغير!!.

-أهيه الزراير لقيتها بطل زعيق بقى..

طرااااااااااااااااخ....



بس هلا مابذكر شكل وجك بس بذكر اديش كان أليف....


ينكسر الاطار و تبقى تلك الصورة السجينة تحاول بهدوء التقاطها والتحقق من ملامح الأشخاص ..

البحر ..السماء..قطرات المياه المتناثرة والشاهدة على ميلاد قصتهما.....


-يا أحمد كفاية بقى

=أبدا لازم تستسلمي وتعترفي مين هنا الراجل .. اعترفي إني سيدك وتاج راسك

-خلاص بقى إنت سيدي وتاج راسي.. ارتحت

=وأنت حياتي.........

-بس ..لازم تعرف إني كنت تحت ضغط وإن ..

=هاااااا ارش مية تاني لحد ماتعترفي

-لا لالا .. ان اسفة خلاص,

عارف يا أحمد اد ايه انا بحس بـأمان وراحه وأنا معاك..بحس إنك مش راجل عادي كده

=طبعا ..سوبرمان يا بنتي

-طيب حاول تمشي حالا من قدامي يا أحمد..

=خلاص خلاص والله مش هقاطعك تاني ..آخر مرة

-ساعات بحس إنك بابا ياللي هو هتخاف عليَّ من نفسك وساعات بحس إنك صاحبي اللي ممكن اشتكيله من حبيبي ومن غير مااخاف

=نعم ياختي ....حبيبك إزاي ..يعني ايه كده ؟؟! حبيبك مين بقى إن شاء الله؟؟

-مممممممم.. حبيبي ده واحد غيور قوي كده ساعات بحس انه ابني خصوصا أما بيتكسف ويداري كسوفه بضحكة..ايوة تمام زي دلوقتي ,

..و ساعات بقى ملاكي الحارس ..

مممم وقوم هاتلي حاجة اكلها عشان وقعت من الجوع ولا ناوي تجوعني في شهر العسل!!

=لأ بقى كده بقيت الدادة ..

ده من ضمن احساسك بي بردو يا حبيبتي؟؟

بقى دي اخرتها يعني بعد كل الرومانسية والكلام ده تقلب بالدادة أحمد ؟؟

..ماشي بس متتعوديش على كده هااـ

-طب أجري بقى يلا ومتنساش الشاي مع الكيك يا ولد..

=طيييييب تعالي هنا بقى

-لاااااااا بقييييييييي..............

******************************

=ايه ده ايه اللي انكسر؟؟! مش بقولك دماغك مش فيكي ..اتفضلي قومي من الازاز ده

- أنا هلمه أهو..اااااااااااايييي

=حاسبيييييي ..ايه ده ,

أنتي..أنتي بتنزفي

-أنزل اجتماعك يا احمد..

=والنبي بلاش هبل ..وريني اديك

-بقولك انزل اجتماعك من فضلك انزل اجتماعك..ارجووك

لم تشعر بمدى انهيارها ولا ارتفاع صوتها ولا تكرار رزعها ليدها المصابة بالحائط حتى رأت تلك النظرة الذهالذاهلة بعينيه لم تر مثل تلك النظرة العالقة بعينيه قبلا

كان خائفا حقا ولكن منها ام عليها...لم تستطع تمييز ذلك

خار ماتبقى لها من قوى فـانهارت وامتزجت الدماء بشلال الدموع من مقلتيها


*****************************

=ايه اللي إنت عملته ده أنت أكيد مجنون ..انت بوظت كل حاجة

=يا سلام ماهي كمان من ساعة ماخلفت وهي بتعاملني كأني كرسي والا كنبة في البيت

=فين آخر مر اعدت وشافت مشاكلي والا اخر مرة فجأتني فيها بحاجة مجنونة زي زمان ولا قالتلي كلمة حلوة أو حتى طبختلي من اديها زي ماكانت بتعمل كنت بحس بـحبها في طعم اكلها أو حتى في حتة الديكور الجديدة اللي تعد تهري وتنكت لحد ماآخد بالي منها أو في فستان أو ...أو حاجات كتير كانتها وبطلت تبقاها ...

أو قررت تبطل تبقاها.

=وانت عملت إيه بقى يا سي أحمد؟؟

=بتعاقبها؟؟!!!استجبت لرد الفعل واتصرفت علي اساسه زي طفل اتاخدت منه لعبته وبدل مايشوف عمل ايه وليه مامته خدتها منه قعد يعيط ويكسر في البيت .

=فين آخر مرة جبتلها وردة ولا اتصلت بيها أول ماتروح الشغل بس عشان تقوللها اد إيه وحشتك ..فين آخر مرة شلْت عنها حمل ولا حاولت تبص في عنيها وتعرف سر الحزن فيهم.. تمسك اديها وتطمنها إن كل حاجة هتبقى كويسة في الآخر وإنك هنا عشان متشوفش دموعها.

=دي سلمى يا احمد..حبيبتك

=اللي بتدبل وبتتبـدل دي..سلمى

*********
=سلمى.. مش كفاية بقى فيه ايه لده كله؟؟ أنا.....


احتضنها محاولا تهدئتها


بردة فعل انفعالية ابتعدت عنه بحركة هستيرية كمن اعتراه لسعة برد لتوه زهل الاثنان لردة الفعل الغريبة ابتعد كلاهما عن الاخر وكأنهما راقصي باليه يؤدون احدى حركاتهما الدرامية ثم ارتمى كلاهما علي اطراف الاريكة المتباعدة..وشردا في بحر من حنين


***********


=كل ما ابصلك يا سلمى مش عارف ليه بفتكر اللبن بتاع كل يوم الصبح قبل المدرسة!!


-يا سلام ليه يعني بفكرك بطنط أم أحمد مثلا


=لأ طبعا.. و سيبك من أم أحمد مالكيش دعوة بيها


=بس بحس إنك طفلة قوي يعني مش ناقصك غير ضفيرتين ومريلة واخدك معايا الشغل وانا نا ايييييييييي


أنتي اتسعرتي يا سلمي ؟؟بتعضيني!!


(تنظر له بخبث طفولي)


- ايوه مش انا عيله؟؟!! ..حركات عيال بقى


تضحك ويعلو صوت ضحكاتهما


ينظر لتلك الناضجة بجانبه يراها كقطة ابتلت لتوها بفعل المطر فـالتفت حول نفسها مرتعدة من البرد والخوف ايضا


تنظر له بدورها هي الأخرى ويخترق الصمت صوت الاعين..


=ياااه لسة زي ما انتي يا سلمى بنفس نظرة الأطفال اياها يا ترى لسة عايزة تشتكيلي مني ليا يا سلمى ..لسه بابا اللي عايزاه ياخدلك حقك من حبيبك لو ظلمك؟؟!!ه


-ملامكحك وهيا هادية بعرفها, مش غريبة عليَّ في الحقيقة محفورة في قلبي بشكل النقوش عالصينية ..لسة فاكر الصينية يا أحمد؟؟!!ه


=فاكرة يا سلمي لما كنتي بتجري عليَّ أول مارجع عشان تشوفي جبتلك ايه معايا وانآ جي مكناش محتاجين نخلف حتى..


كان كفاية عليَّ طفلة واحدة كبيرة ومالية عليَّ الدنيا بحالها بعينها العسلي وخدودها البرونزية.
-عارف يا أحمد ..باين ملامكحك متغيرتش ..أنا اللي مبقتش بعرف اميزهم ..نسيت ارضيك وأتدارى منك فيك ولو نسيت افوقك وافكرك بوعدنا.
أنا آسفة يا أحمد باين أنا اللي نسيت....
اتحرك بقى يا أخي أنت عارف النظرة دي كويس ..أيوه عارفها وعارف معناها اتحرك بقى.
************


=ممكن تبطلي عندك ده بقى وتوريني ايديك ..ممكن تخليني ارعاكي


ترفع عينيها بتجاهه تنظر بعينيه مطولا ودون ان تنطق بكلمة


ياه اد اد إيه وحشتني الكلمة دي


نفسي أرجع بنتك وحبيبتك وصاحبتك هو أنت نسيتني ..نسيت تفرحني ..ليه نسيت تقولي كلمة بحبك وتسلم ايديك ووحشتني ..نسيت تضحكني حتى علي نفسي؟!


يقوم بلف قطعة من الشاش حول يديها.. تنظر له وهو منهمك بعمله كجراح محترفولا تستطيع مقاومة ظل ابتسامة تغزو ملامح وجهها,


نعم فهو ذاك طول الوقت يحب ان يكون صاحب القرار يحب ان يبقي الامور تحت سيطرته هو


ولكنه لطالما اشعرها بأنها اميرة متوجة على عرش قلبه وطفلته المدللة علي حد سواء.


تنظر إلى البرواز الكبير المعلق بوسط الحائط


يرفع عينه اليها ويراها تنظر بعيدا عنه فيطلق نظره بذلك البرواز


تعلق عيناهما بالصورة ذات الإطار الذهبي
صورة وبرواز بطعم السنين يعتريهما رتوش من الماضي والالم والحنين ...


فستان أبيض ..ببيون أحمر ووعود وردية وصخرة حياة ترتطم بها امواج الحب فتتكسر لما يسمى بالعشرة وأحيانا الرتابة


نعم لقد بهتت ضحكتنا واضيفت إلى الصورة علامات السن


تغيرت الالوان.. وعشعشت خيوط العنكبوت على نيران الشوق واللهفة فـاخمدتها ولم يتبق منها إلى حياة رخيمة وعقارب ساعة قديمة تدق بقسوة معلنة عن تقدم العمر..ومم حسنا تقشرت بعض اجزاء الصورة ..


لم لا لم يكن البرواز رخيص حقا ولا كان الحب ضعيفا ايضا ...ولكن وحده لا يستطيع الحفاظ علي الصورة




***********************


-لما نسينا الفرحة نسيتنا يا أحمد

ينظر لها .. يمسح دمعة سالت من جفنيها وينظر لتلك الفتاة التي عشق نعم يستطيع رؤيتها الان بوضوح الآن فقط ادرك أنها مازلت في أشد الاحتياج اليه ليست تلك الناضجة التي اعلنت ثورتها عليه وصارت تمشي وحدها في بحر الحياة

مازلت تشعر بأهميته بحياتها مازلت تنتظره ...


=لسة طفلة زي ما انتي يا سلمى



تصدم عند تردد كلماته بمسامعها وتنظراليه فجأة غير مصدقة فلم تكن تلك الكلمات المناسبة كان عليه تركها متعللا باجتماعاته المهمه أو مقابلة أحد اصدقائه أو .. أو أي شيء عدى المكوث والاهتمام بتلك الطفلة الساكنة بذلك الركن المظلم بـأعماقها تبحث على ابيها الضائع هـا هناك .....

نعم تلك هي النظرة التي تشتاق اليها

تجري لترتمي باحضانه وتخبره عن مدى اشتياقها اليه وعن تلك الأيام الموحشة بدونه ..

***********

بعدك أليف ..بعدك لطيف بعده بيعنينا مثل الخريف